الأنيميا المنجلية والتطابق الجزئي في نخاع العظم تعتبر الأنيميا المنجلية مرضا وراثيا يصيب الهيموجلوبين ويجعله غير قادر على نقل
الأوكسجين, فعند نقص الأوكسجين تتخذ خلايا الدم الحمراء الشكل المنجلي وتقوم بسد
الأوعية الدموية الصغيرة مما يسبب الألم الشديد وتلف الأعضاء وبالتالي الوفاة
المبكرة.
من وسائل علاج هذا المرض: نقل الدم المتكرر أو تعاطي دواء الهيدروكسي يوريا (وهو
الدواء الوحيد المصرح به لعلاج الأنيميا المنجلية) أو زراعة نخاع العظم لإنتاج
خلايا دم سليمة. ومما لا يخفى أن عمليات الزراعة بها كثير من الصعوبات بداية بإيجاد
متبرع (من الآباء أو الإخوة) تتطابق أنسجته مع أنسجة المريض إلى حد كبير, وهذا ما
يحد من عدد المرضى المؤهلين لهذا النوع من العلاج الذي قد يقضي على المرض
بالكامل.
لذا فقد قام باحثون من مستشفى Johns Hopkins بالولايات المتحدة بتطوير تقنية
جديدة تسمح بزراعة نخاع العظم ذو التطابق النصفي مع أنسجة المريض. وقد أشارت
التجارب الأولية إلى أن التطابق الحزئي قد يقضي على الأنيميا المنجلية في بعض
المرضى, مما يزيح عنهم عبء مصارعة نوبات الألم وتناول مثبطات المناعة أو نقل الدم.
وهذا يمكن كثير من المرضى من الحضوع لعمليات زراعة نخاع العظم إذا احتاجوا
إليها.
لقد تمت الزراعة في هذه الدراسة ل 17 مريضا, وبعد المتابعة لمدة عامين نجحت
العملية في القضاء على الأنيميا المنجلية في 11 مريضا (3 منهم كان لديهم تطابقا
كليا, و 8 تطابقا نصفيا مع أنسجة المتبرعين). وقد تمكن 6 منهم من التوقف عن تعاطي
أدوية مثبطات المناعة, بينما واصلوا أخذ مسكنات الألم جراء ما حصل لديهم من تلف في
الأعضاء.
وبالتالي تكون هذه الدراسة باعثة للأمل لكثير من المرضى للشفاء من هذا المرض
بإذن الله.