تحرير المرأة ومساواتها بالرجل

تحرير المرأة ومساواتها بالرجل

إن الحديث عن قضايا المرأة ووضعها في المجتمع يدغدغ عواطف الكثيرين قبل أن يلامس عقولهم، وبالذات من النساء

أنفسهن، ومعهن الحق في ذلك لأنهن المعنيات بالأمر.

لكن هل مشروع النهوض بالمرأة الذي يكفل لها حقوقها ويعرفها بواجباتها هو ما يطرح اليوم من تحرير المرأة

وتمكينها ومساواتها بالرجل؟!

م/ن

فالمؤتمرات تتوالى وتتعدد اللقاءات وتستمر ورش العمل وتشكل اللجان لمتابعة التوصيات، كل ذلك بدعوى مصلحة

المرأة وتحريرها ورفع الظلم عنها والاستفادة من طاقات المجتمع المعطلة.

ولكن ماذا يقصد بتحرير المرأة؟ ومن أي شيء تحرر؟ ما نوع الظلم الواقع على المرأة؟ ومن الذي

ظلمها؟ ما مجالات عمل المرأة؟ وما هي طاقاتها التي يمكن أن تستغل؟؟؟؟ ..... لا أحد يملك الجواب

عن تلك الأسئلة، إذ هي شعارات فضفاضة يسعى كل أحد لترويج أفكاره تحت مظلتها.إن المرأة إنسان له حقوق وعليه واجبات.
هذه الحقوق والواجبات مرتبطة بطبيعة المرأة وفطرتها وخلقتها، فوظيفة الرجل في

الحياة تختلف عن المرأة. وطاقات الرجل تختلف عن طاقات المرأة، وليس معنى ذلك أن المرأة

لا تمتلك طاقات أو مهارات، بل على العكس من ذلك، فلديها طاقات ومهارات في

مجالات لا يستطيعها الرجل.

لكن هل مشروع النهوض بالمرأة الذي يكفل لها حقوقها ويعرفها بواجباتها (( التي كفلها لها ديننا

الإسلامي وسلبها منها العادات والأعراف)) هو ما يطرح اليوم من تحرير المرأة وتمكينها ومساواتها

بالرجل؟!!!!!

إن لكل أمة ثقافتها وقيمها، ويجب احترام تلك القيم والثقافة، ويجب أن تكون هي المرجع عند

الاختلاف، ولكل دولة من دول العالم تحفظات على القوانين والمعاهدات الدولية التي تتعارض مع قيمها

وثقافتها،فما بالك مجتمعنا الإسلامي إن التخلي عن قيمنا وثقافتنا يعني زوال الهوية والذوبان في

ثقافات أخرى.

إن طرح قضية المرأة بهذه الطريقة هو اختزال لقضيتها وظلم أكبر لها، إذ هو يعالج جانباً واحداً بينما

يجرح جوانب أخرى أكثر أهمية وإلحاحاً.

تحرير اية تانى