دعوة للاستشهاد: كان من بمويه إحدى بلاد الفيوم. وفي الوقت الذي صدر فيه أمر دقلديانوس بعبادة الأصنام كان هذا القديس مقيمًا في مسكن بناه لنفسه ليتعبّد فيه خارج بلده، فظهر له ملاك الرب في الرؤيا وقال له: "لماذا أنت جالس هنا والجهاد ميسور؟ قم الآن وامضِ إلى اللاهون حيث تجد هناك رسول والي الإسكندرية. اعترف أمامه باسم السيد المسيح فتنال إكليل الشهادة".
تحطيم التمثال الذهبي:
استيقظ القديس من نومه فرِحًا ومضى إلى اللاهون، فوجد الرسول على شاطئ البحر. فلما نظره الرسول فرح به وأعجبه حسن منظر شيبته فأكرمه كثيرًا وأجلسه على كرسي، ثم أخرج من جيبه صنمًا من ذهب مرصعًا بالحجارة الكريمة وقال له: "هذا هدية الملك إلى والي أنصنا".
أخذه القديس في يده وصار يقلبه معجبًا بحسن صنعه، ثم طرحه على الأرض فكسره. فغضب رسول الملك منه، وأمر فربطوا القديس كاؤو وأخذه معه إلى والي أنصنا وهناك أعلمه بقضيته. فعذّبه الوالي كثيرًا ثم أرسله إلى والي البهنسا فعذّبه هو أيضًا. ولما لم يخضع لعبادة الأوثان قطعت رأسه فنال إكليل الشهادة.
حضر بعض المؤمنين وأخذوا الجسد إلى المكان الذي كان القديس يتعبد فيه فدفنوه فيه وبنوا له كنيسة هناك فيما بعد. وقد أظهر الله فيها آيات كثيرة.
انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13).