تصوّر أنك قد أضعت مفتاح منزلك،
وأنك تقف أمام الباب حائراً
لا تعرف كيف تفتحه لتدخل البيت. فماذا تفعل؟
قد تفكر بتحطيم قفل الباب، أو بكسر النافذة، أو بإستدعاء متخصص في فتح الأقفال، وهذا أسلم الحلول. فإذا أخترت أسلم الحلول فإنك سوف تترك المتخصص يعمل على إيجاد حل لفتح الباب من دون تحطيم أو كسّر. هل تعلم أننا في حياتنا على وجه الأرض نجد أمامنا أبواباً مغلقة لا نقدر أن نفتحها لأننا لا نملك المفتاح؟ وحيال ذلك نغضب ونقلق ونتألم، في حين أن أفضل أسلوب هو دعوة من لديه سرّ فتح كل الأبواب الموصدة، مهما كانت قويّة يروي لنا الإنجيل أن المسيح صنع معجزات كثيرة في حياة الناس، وحوّل شقاءَهم إلى سعادة وفرح حقيقيين. لماذا؟ لأنه الوحيد الذي يملك المفتاح أو سرّ فتح الأبواب الموصدة في حياتنا. ولكنّ ذلك لا يتم إلا بحسب إرادته، وخطته الأزلية لكل منا. ولقد رسم هو نفسه هذه الخطة مدفوعاً بمحبته العميقة للجنس البشري. أما البشر فنجدهم على الأقل فئتين فئة تقف أمام الباب وتمنع المسيح من التدخّل لأنها لا تثق بقدرته ومحبته، وبالتالي لا تؤمن به، وفئة واثقة تطيع وتقبل، فيفتح المسيح الأبواب الموصدة، ويمنحنا الحق بالدخول، ليس إلى بيوتنا المغلقة فحسب، بل إلى جنات النعيم.
يقول داود النبي في المزامير:
"سلّم للرب طريقك، وتوكّل عليه فيتولى أمرك"