همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل
الثالوث القدوس
نحن نؤمن بالثالوث - ولكن للأسف - بعض الناس لا يعرفون حقيقة الثالوث القدوس، البعض يظن أن الآب هو نفسه الابن، والبعض يظن أن الابن سُمي هكذا لأنه ولد من العذراء مريم..
الحقيقة هي أن الثالوث كائن منذ الأزل، وهناك الآب غير الابن غير الروح القدس، والثلاثة واحد في الجوهر، ولكنهم ثلاثة فعلاً من جهة الأقنومية.
الآب سُمي آب لأنه الينبوع والأصل للثالوث.
والابن سُمي ابناً لأنه خارج من الآب خروجاً يُسمى الولادة.
أما الروح القدس فهو أيضاً خارج من الآب ولكن خروجه يُسمى الانبثاق.
نحن لا نعرف الفرق الدقيق بين الولادة والانبثاق، ولكن لو كان خروج الأقنومين من الآب لهما نفس الطبيعة والتسمية، لصار الآب له ابنان أو له روحان، ولكان الثالوث في هذه الحالة مشوهاً، لأن وجود ابنين يُعني التعدد، ووجود روحين يعني الانقسام، ولكن لنا آب واحد له ابن وحيد ولهما (الآب والابن) روح وحيد أيضاً.
وولادة الابن من الآب تختلف عن ولادة الأبناء من الآباء في البشر في أربع نقاط مهمة:
(1) لا يوجد زواج في الثالوث.
(2) ليس الآب أكبر سناً من الابن، فكلاهما أزلي بلا بداية.
(3) ولادة الابن من الآب ولادة مستمرة بدون انقطاع.
(4) ولادة الابن من الآب بدون انفصال.
وهذا الكلام أيضاً ينطبق على انبثاق الروح القدس من الآب منذ الأزل بدون زواج وبدون فارق زمني وبدون انقطاع وبدون انفصال، كمثل خروج النور والحرارة من النار، وكمثل خروج الفكر من العقل، ولكن لابد أن نعرف أن الأقانيم الثلاثة ليسوا مجرد طاقة أو قوة،
ولكنهم أشخاص حقيقيين ليسوا منفصلين، ولذلك نسميهم أقانيم ولا نسميهم أشخاصاً