وفاة نيل ارمسترونجكتبت الهام نجيب:
اعلنت حكومة الولايات المتحدة الامريكية رسمياً اليوم عن وفاة اول رائد فضاء في التاريخ يطئ باقدامه سطح القمر وذلك عمر يناهر 82 عاماً.
وتعتبر وفاة نيل ارمسترونج بمثابة خسارة كبيرة لامريكا، كونه كان الشاهد الوحيد الباقي على قيد الحياة من طاقم المركبة الفضائية ابولو 11 حيث توفي قبله بسنوات كل من يز الدرن الذي ترجل من المركبة بعده بمدة نصف ساعة، ومن ثم رافقه في التجول لمدة ساعتين ونصف الساعة على ارض القمر، اضافة الى وفاة مايكل كولينز رائد الفضاء الثالث الذي كان قد بقي على متن ابولو 11 ولم يغادرها ودار بها حول مدار القمر، في الوقت الذي كانا رائدي الفضاء نيل ارمسترونج ويز الدرن يستكشفان به خفايا سطح القمر الذي كان مجهولاً بالنسبة للبشرية وموضوعاً لاسرار واساطير عديدة قبيل هذه الرحلة التاريخية. نيل ارمسترونج: خطوة صغيرة لانسان .. خطوة عملاقة للبشرية
وتنبع اهمية هذه الرحلة الاولى الى القمر بالنسبة لامريكا وذلك في العام 1969 كونها جاءت في اطار السباق والتنافس المحموم لغزو الفضاء مع الاتحاد السوفيتي السابق، خاصة بان الاتحاد السوفيتي كان قد سبق الولايات المتحدة في هذا الغزو حيث يعتبر رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين هو اول انسان يصعد الى الفضاء الخارجي ويدور حول الارض وذلك في عام 1961.منذ اعلان الرئيس الامريكي جون كندي في العام 1963 عن هدف الولايات المتحدة بالصعود الى القمر تم تخصيص مئات الملايين من الدولارات في الانفاق والاعداد لهذه الرحلة التي تكللت بالنجاح سنة 1969 على السفينة الفضائية ابولو 11 بقيادة نيل ارمسترونج.وفي الوقت الذي كانت به الولايات المتحدة مشغولة في تطوير علومها وانجازاتها لغزو الفضاء والكواكب والمستمرة حتى الان وشهدنا منذ ايام احتفال وكلة الفضاء ناسا بانزال مركبة غير مأهولة على كوكب المريخ تمهيدا لرحلة يجوب بها الانسان سطح المريخ هذه المرة، كان العالم المتخلف والشعوب النامية ومنها عالمنا العربي يشكك حتى بان رحلة القمر قد حدثت علاوة عشرات الاكاذيب والاشاعات التي احاطوها بابطال هذه الرحلة الى القمر وفي مقدمتهم نيل ارمسترونج الذي نتناول خبر وفاته اليوم وصاحب المقولة الشهيرة التي اطلقها حينها: «خطوة صغيرة لانسان .. خطوة عملاقة للبشرية».ورغم ان السنوات الاخيرة التي تصاحب مع الثورة العلمية والاعلامية التي وصل البعض القليل من صداها الينا الا انه هناك من يروج لهذه الخرافات حتى يومنا هذا.وانتهز فرصة خبر وفاة نيل ارمسترونج لتفنيد بعض من هذه الشائعات لعلها تفيد من يجهلها حتى الان وذلك على شكل سؤال واجابة.سؤال: اذا كان نيل ارمسترونج ورفيقه قد مشيا على سطح القمر حقاً فلماذا نشاهد العلم الامريكي في الفيديو المسجل وهو يرفرف ومن المعروف بان القمر يخلو من الرياح والهواء؟الجواب: رفرفة العلم الامريكي في الفيديو المعروف ليست بسبب الهواء او الرياح ولكنه بسبب انعدام الجاذبية الشبيهة بالارضية لهذا لو حركت شيئا سيبقى على هذه الحركة وهناك تجارب مخبرية معروفة بظل انعدام الجاذبية توضح ذلك، تماماً مثلما لو حرك حبلاً في الفراغ من احدى اطرافه فيسجعله بحالة تموج.سؤال: ما سر اثار قدم نيل ارمسترونج التي نراها واضحة بالفيديو على سطح القمر مع انه ليس هناك على القمر من تراب يغطيه؟الجواب: ليس هناك تراب فعلا على ارض القمر فهو صخري ولكن هناك الاف النيازك التي تتساقط عليها، وهذا الاثر هو ما يسمى بالغبار النيزكي اي المتشكل عن سقوط النيازك وتتففتها على سطحه.سؤال: لماذا لم يشارك نيل ارمسترونج في اي رحلة فضائية لاحقاً وكانت رحلة ابولو 11 هي اخر خروج له للفضاء.الجواب: حسب اعتقاد الولايات المتحدة الامريكية بان نيل ارمسترونج ثروة قومية وعالمية يجب الحفاظ عليها وعدم تعريض حياته للخطر حتى يبقى شاهدا لسنوات طويلة على اهم انجازتها ولا يلاقي مصير رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين الذي توفي بعد حادثة تحطم طائرة تدريب كان يقودها، باختصار اعتبرت امريكا بان ارمسترونج بمثابة متحف على شكل انسان يحكي عن تقدمها العلمي الذي تتباهى به امام العالم، لهذا شغل مناصب علمية اهمها هو التدريس في جامعة جامعة سنسيناتي بكلية الهندسة الفضائية.سؤال: هل نيل ارمسترونج مسلم وهل اشهر اسلامه فعلا بسبب سماعه لصوته الاذان على سطح القمر؟الجواب: هذه احدى الاشاعات الكثيرة المتناقلة عن اسلام بعض المشاهير والتي نسمعها حيناً ثم لا نلبث لنعرف بان اغلبها عبارة عن اكذوبة يروجها بعض المغرضين ليجعلوا مننا اضحوكة ومثار للسخرية، وفي الحقيقة بان نيل ارمسترونج لم يصرح ابدا ياي طريقة كانت ولا باي شكل موثق عن قصة سماعه للاذان، كما انه لم يسمع حتى بقصة اعتناقه للاسلام إلا بعد سنوات عديدة على مرورها على شكل سؤال من احد الصحفيين العرب طرحه عليه وكان الامر بالنسبة له مثيراً للضحك.وجب التنويه بهذا السياق على ان الدراسات والارقام الاحصائية تقول بان اكثر من 90 بالمئة من علماء الغرب، بما فيهم علماء امريكا، لا يؤمنون باي ديانة كانت، سواء المسيحية او الاسلام او اليهودية او غيرها وان غالبيتهم العظمى ملاحدة او لا دينيون.
اخيراً لا تستغرب لو ظهر من يقول لك بان وفاة نيل ارمسترونج كذبة، او بانه لم يمت بل تم اغتياله، الخ .. فهذا ما تعودنا عليه دائما، حسب نظرية المؤامرة الكونية الكبرى الني نعيشها دوماً وابداً.