لستُ محامياً للدفاع عن قضية التحرش الجنسي التي اتهم بها ثلاثة من لاعبي وفدنا الأردني المشارك في دورة الألعاب البارأولمبية التي تفتتح غداً في لندن.
ولستُ في الوقت ذاته في موقع تأكيد التهم التي أساءت للمتهمين ووضعتهم في خانة صعبة وفي موقف لا يحسدهم عليه أحد.
شخصياً كنتُ على تماس مع وفدنا البارأولمبي قبل مغادرته عمان إلى إيرلندا لإقامة معسكر تدريبي مكثف يسبق الوصول إلى الألعاب بارأولمبيي لندن 2012.
المتهمون الثلاثة معتز الجنيدي، عمر قرادة وفيصل هماش، أعرفهم جيداً وأتابع منذ سنوات طويلة نشاطاتهم وإنجازاتهم وانتصاراتهم التي أوصلتهم إلى أعلى المراتب الأولمبية والعالمية.
طيلة تلك الفترة لم أسمع أو ألحظ سلوكاً مشيناً من هؤلاء أو غيرهم ممّن يمثّلون رياضة المعوقين في المحافل الخارجية.
صدمة كبيرة أصابتني وأنا أتابع الأنباء الواردة من إيرلندا الشمالية بإلقاء القبض على لاعبينا بتهم التحرش الجنسي.
هذه الواقعة أساءت كثيراً لنا جميعاً وخدشت، بل مزّقت الصورة الزاهية التي كانت مرتسمة في أذهاننا عن هذه الشريحة التي طالما تحدّت الإعاقة بالإرادة وأصرّت على الانخراط في المجتمع.
دون أن أدافع عن المتهمين أو أوجّه لهم هجوماً من أيّ نوع، فقط وددتُ التأكيد وبعدما وقعت الفأس بالرأس كما يقولون، لا بد أن نتحمّل جميعاً مسؤولية الواقعة وأن ننتظر النتائج النهائية والرسمية التي قد تعلن براءة المتهمين وتؤكّد ما نُسِب إليهم من تهم، وفي هذه الحالة عليهم تحمُّل مسؤوليات أعمالهم.
أُطالب بالتروي وعدم التخلي عن المتهمين، فالمتهم، كما يقولون، بريء حتى تثبت إدانته.
اللجنة البارأولمبية الأردنية وكذلك حال اللجنة الأولمبية الأردنية واتحاد رياضة المعوقين والمجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة عليهم جميعاً واجب تحمُّل المسؤولية وعدم إلقائها فقط على المتهمين والتخلي عنهم وتركهم وحدهم يواجهون خطر الانعزال في مجتمع يسعى دائماً لدمج المعوقين في كل أنشطته.
والله الموفق