[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
فى كنيسة قصر الدوبارة
بقلم
د. سحر الموجى
فى الواحدة من صباح الجمعة الماضى تلقيت مكالمة تليفونية من صديقتى دينا أبوزيد. كان صوتها قلقا وهى تخبرنى أنها داخل كنيسة قصر الدوبارة التى تتعرض الآن لهجوم بالطوب وقنابل الغاز: «حاولى أن تخبرى مَنْ يمكن أن يتدخل فى الأمر ويوقف ما يحدث». كلمت دينا معارفها من الصحفيين والسياسيين والإخوان المسلمين، أخبرتهم ما يحدث وحثتهم على التدخل السريع. كانت قد ذهبت إلى هناك عند منتصف الليل عندما عرفت من أصدقائها وزملائها فى مستشفى الكنيسة الميدانى أن الكنيسة تتعرض لهجوم. ولكى تدخل الكنيسة المحاطة بـ(المهاجمين) اتجهت للباب الخلفى رافعة يديها وهى تردد «أنا مسلمة وداخلة الكنيسة.. أنا مسلمة». الكنيسة التى تبعد أمتارا قليلة عن السفارة الأمريكية، لم تكن تعمل ليلتها كمستشفى ميدانى، كما عرفنا عنها منذ أيام الثورة الأولى، رغم أن من بين العشرين فردا الذين كانوا داخلها كان يوجد أطباء مسلمون ومسيحيون جاءوا تحسباً لإمكانية فتح المستشفى. كلهم بقوا فى الكنيسة ساعات الهجوم عليها. فى البداية، ظهر الخميس، وقعت قنبلة غاز مسيل للدموع داخل الكنيسة. قال الأمن الواقف على بعد أمتار فى ميدان سيمون بوليفار خطأ غير مقصود». تلت القنبلة الأولى قنبلة ثانية. ولكن مع منتصف الليل تزايدت حدة الغاز. أغلق المتواجدون أبواب الغرف عليهم هرباً من الغاز وهم يختنقون تحت الكمامات. مَنْ هم المهاجمون؟ لا يعرف أحد، ولا يمكن تحديد إن كان هؤلاء هم بلطجية وزارة الداخلية أم وزارة الداخلية نفسها، أم هم المتحمسون لنصرة رسول الله! الشىء المؤكد هو أنهم يهاجمون باب المبنى الحديدى ويقذفون صحن الكنيسة بالطوب والقنابل والشتائم المقذعة. هاتفت دينا أحد مسؤولى الإخوان المسلمين وطلبت منه سرعة التدخل لخطورة الأمر. وخرج بعدها هذا المسؤول ليعلن للإعلام أن من يهاجمون الكنيسة ليسوا إخوانا. كما هاتفت أيضاً بعض قيادات وزارة الداخلية تستحثهم أن تصدر أوامر للأمن المركزى، بأن يقوم بدوره فى حماية المصريين والمنشآت العامة. وفى هذه الأثناء كان المحتجزون فى الداخل يحاولون الاختباء من الغاز والبحث عن أى وسائل للدفاع عن أنفسهم لو اقتحم المهاجمون الكنيسة. وبعد أن عاد المهاجمون إلى بيوتهم، خرج من كانوا بالداخل. تلفتوا حولهم بحثاً عن عسكرى أمن واحد. لا أحد. سؤال: كيف نفهم ما حدث، هل هو مصادفة، توقيت الهجوم (انتفاضة نصرة الرسول) ومكانه (كنيسة تعتبر أحد رموز الثورة)؟ أم أنه جزء من مسلسل الترويع الذى تمارسه الدولة ضد فئات مختلفة من المصريين، صحفيين وأقباط ونساء ويسار وثورة وغيرهم؟ وإلام يهدف هذا الترويع؟
المصدر : المصرى اليوم