ليس للمسألة علاقة بموهبة الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم، والتي لا غبار عليها.
هو افضل لاعب في العالم راهناً، شاء من شاء، وأبى من أبى.
لهذه الأسباب ولغيرها، يعتبر محطاً للأنظار، حتى في أدق التفاصيل ذي الصلة بأدائه في الملعب أو حتى بحياته الشخصية.
لا يمكن ان يمر سلوك ميسي في المباراة امام غرناطة (2 -صفر) السبت ضمن الدوري المحلي مرور الكرام، اذ استشاط الأرجنتيني غضباً من زميله «العائد بعد طول غياب» دافيد فيا بسبب خطأ بالتمرير.
هي واقعة لم نألفها منذ بداية «حقبة ميسي»، وقد عكست مؤشرات عدة، ابرزها فشل المدرب الجديد تيتو فيلانوفا حتى الساعة في فرض أجواء كانت سائدة في عهد سلفه جوسيب غوارديولا.
كما ان ميسي، الذي عرف عنه الهدوء في «المستطيل الأخضر»، أخطأ عندما تهجّم على فيا بالذات، فالأخير غاب طويلاً عن الصورة بسبب الاصابة، وبالتالي كان يتوجب على الصديق «ليو» التريث قبل الإتيان على «جرح» زميله الذي يجد نفسه في موقف هو أحوج فيه الى الدعم كي يستعيد، ليس فقط سابق تألقه، بل معنوياته المهزوزة وسط تشكيلة مكتظة بالنجوم الجاهزين للمشاركة في المباريات.
بدا لوهلة أن ميسي أكبر من برشلونة، أنه من صنع النادي الكاتالوني، وليس العكس.
وليثبت فيلانوفا ضعفه، ارتأى الإبقاء على فيا في الشوط الثاني لبضع دقائق فقط قبل ان يستبدله، في خطوة أكدت ان المدرب لم يشأ تغيير اللاعب بين الشوطين كي لا يبدو بأنه وقع تحت ضغط من ميسي للقيام بذلك.
ادعى البعض ان تيتو صرح قبل المباراة بأن فيا لا يصلح حالياً الا لخوض 45 دقيقة. وإذا كان الوضع كذلك، لمَ أصرّ المدرب على اقحامه لبضع دقائق في الشوط الثاني؟
ميسي قال لمحطة تلفزيونية: «ليس لدي اي مشكلة مع فيا، بل على العكس. لا تبحثوا عن المشاكل اذا لم تكن موجودة»، وتابع: «انها وقائع المباراة اذ كانت الاعصاب مشدودة لتسجيل الهدف الاول»، واضاف: «هذا الفريق يملك رغبة التسجيل من مصادر عدة، اشعر بحالة جيدة، ولكن ليس بنسبة مئة في المئة».
عدم وجود خلاف او ما شابه كان ليفرض على اللاعب الارجنتيني عدم الإتيان على ذكر ما حدث في المباراة.
ليس هناك قطيعة بين «البرغوث» وزميله، بل هناك تبدّل ما في شخصية ميسي، ولا شك في أنه اكتشف خطأه فحاول رأب الصدع بتصريح دون داعٍ.
من جانبه، أكد فيلانوفا: «ما حدث لا يستحق التعقيب. أي شخص يمارس كرة القدم يدرك أن المناقشة أمر طبيعي»،
وأضاف: «ما حدث يشير إلى حيوية في الفريق. تبادل الآراء لما فيه مصلحة الفريق بالتأكيد لن يؤتي بنتائج عكسية».
في الواقع، لم يكن تبادلا للآراء. هو صراخ من لاعب يملك نفوذاً في الفريق ضد لاعب لا يملك ذاك النفوذ.
وبالتأكيد لا يملك فيلانوفا الجرأة ولا حتى السلطة لتوبيخ ميسي على ما قام به او حتى لاستبداله كعقاب له.
تبقى أسئلة عدة نكتفي بواحد: ألم تجلب إدارة برشلونة اللاعب الارجنتيني خافيير ماسكيرانو الى الفريق فقط تلبيةً لرغبة ميسي؟ الكواليس تعرف أكثر عن الموضوع.
ذكّرنا ميسي السبت الماضي بما عاشه بايرن ميونيخ الالماني في عهد بول برايتنر، اياكس امستردام أيام يوهان كرويف، منتخب فرنسا خلال حقبة ميشال بلاتيني، ومنتخب الارجنتين بقيادة دييغو مارادونا «اللاعب»، تلك العهود حين أصبح الفريق، المنتخب، مديناً للاعب ب«شيء ما»، ليس بالوطنية أو بعشق القميص... بالتأكيد.
**نقلا عن جريدة الراي الكويتية