امل بنت البابا مشرف
عدد المساهمات : 1754 تاريخ التسجيل : 16/07/2012 الموقع : قلب جرئ
| موضوع: أخطاء اللسان الخميس ديسمبر 06, 2012 9:09 pm | |
| بقلم قداسة البابا شنوده الثالث ما أكثر أخطاء اللسان. وما أبشعها أحياناً بل ما أخطر بعض نتائجها. وإذا لم يضبط الإنسان فمه. فإنه قد يتعرض للوقوع في العديد من الأخطاء ومن الخطايا بسبب لسانه.. %واللسان سلاح ذو حدين. به تتبرر وبه تُدان:
به تُمتدَح وبه تُذم. به تكسب الناس وبه تخسرهم أيضاً.. فعلي الرغم من كثرة أخطائه. إلا أنه ليس شراً كله. إنما يمكن أن تصدر منه الكلمة الطيبة النافعة التي تنال بها محبة الناس أو تقديرهم: مثل كلمة الحب والحنان. وكلمة التعزية والتشجيع. وكلمة النصيحة والتعليم. وما أشبه من الكلمات النافعة البنّاءة.. وأيضاً يمكن أن يخطئ اللسان. ويجلب لصاحبه اللوم.
%أخطاء اللسان
وأخطاء اللسان كثيرة. نذكر عينات منها : %منها خطايا الكذب :
مثل الكذب الصريح. وأنصاف الحقائق. والغش والخداع. والتضليل. والتلفيق. وشهادة الزور. والمغالطة. والمكر.. ومنها المبالغة أيضاً. كأن تقول: كل سكان البلدة الفلانية بخلاء! وقطعاً ليس الكل كذلك. أو أن تقول: جميع الشعب غاضبون! بينما أنت لا تعرف مشاعر الجميع. عموما كلمة كل أو جميع لا تخلو أحياناً من خطأ.. %ومن أخطاء اللسان أيضاً خطايا الإساءة إلي الآخرين :
مثل كلام الشتيمة والنرفزة. والسب واللعن. وتحقير الآخرين والتهكم عليهم. ومسك سيرتهم. والغيبة والنميمة. والدسيسة. وكذلك ألفاظ التهديد. والتعيير. والتشهير بالآخرين. وإفشاء أسرار الناس. وإلقاء المسئولية عليهم. ونشر الشائعات المسيئة.. %ومن أخطاء اللسان أيضاً ما يتنافي مع العفة :
مثل القصص البطالة. والفكاهات الماجنة. والأغاني العابثة. وكل كلام الإغراء الجنسي. والكلام الجنسي المكشوف. والأسلوب غير المهذب. والعبارات الوقحة. وكل ما تستحي الأذن الطاهرة المحتشمة من سماعه. %ومن الأخطاء أيضاًَ كلام القسوة :
مثل الكلام الجارح الموجع. الذي لا يبالي فيه قائله بمشاعر من يتحدث إليه. وكذلك ألفاظ التهديد والتخويف. وما إلي ذلك. %ومن أخطاء اللسان. ما يمس العقيدة والإيمان :
مثل كلام التجديف. ونشر الشكوك في معتقدات الناس ومسلماتهم. ونشر البدع. وتشويه أفكار البسطاء بالخرافات والأساطير وغير المقبول ولا المعقول. واستخدام اسم الله باطلاً فيما لا يجوز. %ومن أخطاء اللسان ما يتعلق بتعاظم النفس:
كعبارات الكبرياء والخيلاء. والافتخار الباطل بالنفس. ومحاولة تبرير الذات في أخطائها. ومقاطعة الآخرين أثناء كلامهم. ليكمل هو الحديث بدلاً منهم. والكلام بغطرسة. وأن يرفع الصغير صوته علي من هو أكبر منه. وكذلك كلام العناد. والمقاوحة. %ومن الناحية الأخري : الكلام الخاص بصغر النفس :
مثل كلام التملق. والمديح الزائف. ومجاراة المخطئين في أخطائهم.. والسلوك بلسانين ومع كل ريح. والنفاق والرياء. وكثرة الشكوي والتذمر. وعبارات الخوف واليأس.. %من أجل هذا. فضّل البعض الصمت علي الكلام
فقال أحد الآباء النسَّاك: "كثيراً ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي. فما ندمت قط". وليس معني هذا أن السكوت مستحب في كل حال. إنما يسكت الانسان. حين يجب السكوت. ويتكلم حين يجب الكلام. %وأحياناً نُدان علي يصمتنا. وحينذاك يكون من أخطاء اللسان : الصمت
مثال ذلك : الصمت حين يجب الشهادة للحق. والصمت في الدفاع عن المظلوم. والصمت في إعلان الإيمان. والصمت في الرد علي السلام.. ويمكن معالجة أخطاء اللسان. بالتروي في الحديث. والتفكير العميق قبل الإجابة. لأن السرعة في الكلام تعرّض للخطأ.
%خطورة أخطاء اللسان %1- الخطورة الأولي هي أن الكلمة التي تخرج من فمك. لا تستطيع أن تسترجعها أبداً
ربما تندم عليها. أو تحاول تبريرها أو الاعتذار عنها. ولكن الأمر الذي يخرج عن إرادتك. هو أن غيرك قد سمعها بكل ما يحمل السماع من تأثيرات. وهنا تختلف خطايا اللسان عن خطايا الفكر والقلب التي هي داخلك. القاصرة عليك وحدك. ولم تنكشف أمام الآخرين. %2- خطورة أخري هي تأثير خطأ اللسان علي السامعين :
لنفرض أنك حقدت علي انسان. وساءت مشاعرك من نحوه. ومازال الأمر داخل قلبك. هو خطية قلب ومشاعر. ولكنها لم تصل بعد إلي من حقدت عليه. ولم تسء العلاقة بينك وبينه. أو لم تزدد سوءاً. أما إذا انكشفت مشاعرك بألفاظ أساءت إليه. فكيف تعالج الأمر؟ %لم يعد الأمر هنا قاصرا علي خطية داخلك. إنما تطور إلي علاقة خارجية
ربما تحاول أن تصلح هذه العلاقة فلا تستطيع. أو أن تصالح من سمع اساءتك اليه. فيرفض ذلك. لأن ردود الفعل التي حدثت نتيجة لكلامك مازال تأثيرها يعمل داخل قلبه. وربما يرفض أن يغفر الخطأ بسهولة فإن كان كلام الإساءة قد سمعه آخرون. أو قد سمعه كثيرون. حينئذ تكون الدائرة قد اتسعت. فقد يتحمس له الذين سمعوا. وقد تتغير قلوبهم من نحوك. أو يردون عليك بالمثل. وقد يغفر لك من قد اسأت اليه. ولا يغفر لك من سمعوا اساءتك. %وحتي الذي سكت ولم يحاسبك علي إساءتك اليه. غالباً ما يكون قد أخذ عنك فكرة لا يستطيع بسهولة أن يغيّرها.
%وبقدر ما يكون كلامك جارحاًَ. فعلي هذا القدر يكون تأثيره أعمق
وقد يزداد تأثيره. إن كانت لهجة صوتك تماثل قسوة ألفاظك. أو أن تشابهها ملامحك. وهكذا تكون الأمور قد زادت تعقيداً.. %اذن. كلما تكلمت. ضع أمامك أن ذاكرة الناس ربما لا تنسي
إنك قد تنفس عن مشاعرك الداخلية بكلام يخطئ به لسانك. ولكنك للأسف تنسي مشاعر سامعك وتأثراته وفكرته التي يأخذها عنك. وقد تنسي أيضا رد الفعل عند الذين يسمعونك. والذين يسمعون عما حدث بطريق غير مباشر.. وتتحمل نتائج هذا كله. %خطورة أخري لأخطاء لسانك وهي أنك قد تخطئ وتندم وتتوب. ولكن أخطاءك تسبب ردود فعل وخطايا لغيرك. ولا يتوب عنها
* قد تسبب له عقداً نفسية من جهتك. أو من جهة أمثالك. أو من هم في مثل حالك ومركزك. ويغرس كلامك في قلبه شكوكاً بمن قد شهرّت بهم. وقد يصدّق ما قد قلت. ويرتكب خطايا في ذهنه وقلبه. وتكون أنت المسئول عنها أمام الله. علي الرغم من توبتك وندمك. * وقد يكون ما أخطأته بلسانك ليس اساءات إلي الناس. إنما حكايات ماجنة وكلمات بذيئة يظل يرددها من سمعها منك. علي الرغم من توبتك عنها. وتكون أنت - علي الرغم من توبتك - مسئولاً عن نتائج خطايا لسانك! * وقد يكون خطأ لسانك مبدأ خاطئا قدمته كتعليم لغيرك يتبعه أو كنصيحة يسير عليها. وندمت أنت علي تعليمك الخاطئ الذي لايزال غيرك ينفذه! فما موقفك حينئذ أمام ضميرك وأمام الله؟! %حقاً إن خطايا اللسان ليست عقيمة. فما أكثر أولادها
ما أكثر الخطايا التي تلدها خطية اللسان عند الذين يسمعونها! وإن كانت خطية لسانك - التي ألقيتها في خطبة أو محاضرة - قد أُخذت عنك ونشرت وطُبعت في مقال أو كتاب. وقرأها آلاف من الناس. وتأثر بعضهم بها. فما مدي مسئوليتك عن ذلك أمام الله. وأمام المجتمع وأمام الناس؟! إن الكلمة مسئولية. سواء سُمعت أو كُتبت.. وسعيد من يشعر بهذه المسئولية. ويقدرها حق قدرها. %من خطورة خطية اللسان. أنها ليست قاصرة علي اللسان. بل هي أولاً خطية قلب. عبرت علي العقل. ووصلت إلي اللسان.
%خطية قلب وفكر
قد يغضب انسان. ويتكلم لسانه أثناء غضبه بألفاظ شديدة وغير لائقة. ومع ذلك يدافع عنه أصدقاؤه. معتذرين بأن أخطاء لسانه غير مقصودة. وأنه علي الرغم من ذلك قلبه أبيض!! كلا. هذه مغالطة. وعذر غير منطقي. لأن القلب الأبيض. ألفاظه بيضاء مثله. وإنما من فيض القلب يتكلم اللسان %اذن الألفاظ الخاطئة. تدل علي وجود نفس الأخطاء داخل القلب. فخطية اللسان اذن هي خطية مركبة: خطية لسان. وخطية قلب وفكر..
الألفاظ القاسية تدل علي قلب قاسي. والألفاظ المتعجرفة تدل علي قلب متعجرف. والألفاظ المستهترة تدل علي قلب مستهتر. والألفاظ الحاقدة تدل علي قلب حاقد. وهكذا في باقي الأخطاء..ويشترك العقل في كل هذا. فهو الذي انتقي للسان الألفاظ التي نطق بها. فالعقل يشترك مع القلب واللسان في أخطائهما. فالذي يريد أن يصلح أخطاء لسانه ويتخلص منها. عليه أن يصلح قلبه أولاً وأسلوب تفكيره. فيصلح اللسان تلقائيا %خطية ثانية أو ثالثة
خطية اللسان - حسب الترتيب الزمني - غالباً ما تكون الخطية الثانية أو الثالثة. ويندر أو يستحيل أن تكون الأولي %خطية اللسان غالباً ما تكون خطية ابنة. لخطية أم:
فالكذب - مثلاً - هو خطية يغطي بها الانسان خطية أخري قد ارتكبها. أو خطية يريد أن يرتكبها. وفي حالة التغطية يرتبط بها الخوف. وفي الحالة الثانية ترتبط بها الشهوة. وهكذا من نتيجة الخطية التي يراد اخفاؤها. مرتبطة بخطية الخوف. تتولد خطية الكذب. فتكون الثالثة في الترتيب.. %ومن جهة النرفزة :
الألفاظ القاسية أو الجارحة التي يقولها الانسان في غضبه ونرفزته. لم تصدر عن فراغ. إنما قد وُلدت من خطية أو من خطايا أخري. فالتمركز حول الذات الEgo وكرامتها أو مصلحتها. مع خطية عدم الاحتمال. وخطية القسوة مع عدم محبة أو احترام الشخص الذي وجهت اليه تلك الألفاظ القاسية.. من هذه الخطايا الأربع. وُلدت خطية النرفزة. والكلام الجارح. فتكون اذن هي الخطية الخامسة حسب الترتيب الزمني. %فالذي يريد أن يصلح لسانه من ألفاظ الغضب والنرفزة والكلام الجارح. عليه أن يعالج قلبه أولاً من الخطايا الأربع السابقة لخطية اللسان.
أما إذا أراد أن يبرر نفسه في غضبه وفي ألفاظه الجارحة. فإن الكلام الذي يلفظه لسانه لتغطية أخطاء ألفاظه. انما هو يشكل خطية سادسة في الترتيب. ذلك لأن تبرير الذات. إنما يغطيها ولا يصلحها.. فالمفروض في الانسان الروحي الذي يهدف إلي اصلاح ذاته وسربلتها بالفضائل. يجب عليه أن يدين ذاته. ويتعرف علي أخطائها. لكي يعمل علي تخليصها منها.. بنفس الوضع. إن فحصنا جميع خطايا اللسان. سنجدها كلها خطايا مركبة: يتضح بتحليلها أنها تشتمل علي عدد من الخطايا. %علاج
* اشعر بخطورة خطايا اللسان. وخطورة نتائجها. واحرص دائماً علي انك لا تخطئ بلسانك مهما كانت الأسباب. * تدرب أن تترك الألفاظ غير اللائقة التي تعودت أن تقولها * حاول أن تحترم الكل. وبخاصة من هم أقل منك. وأن تعاملهم بلطف. ولا تظن أن مركزك الكبير يسمح لك بإهانة من هم أقل منك %* هنا واذكر بعض أبيات شعر قلتها منذ خمسين عاماً في تأبين رجل فاضل:
يا قويا ليس في طبعه عنفُ ووديعاً ليس في ذاته ضعفُ يا نبيلاً كلما عوديت كم كنت تنسي الشر للجاني وتعفو يا حكيماً أدّب الناس وفي زجره حبى. وفي صوته عطفُ لك أسلوب نزيه طاهرى ولسان أبيضُ الألفاظ عفُّ لم تنل بالذم إنساناً ولم تذكر السوء إذا ما حلّ وصفُ إنما بالحب والتشجيع قد تصلح الأعوجَ. والأكدر يصفو VV
| |
|
reem عضو جديد
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 06/12/2012
| موضوع: رد: أخطاء اللسان الأحد ديسمبر 09, 2012 11:18 pm | |
| | |
|
امل بنت البابا مشرف
عدد المساهمات : 1754 تاريخ التسجيل : 16/07/2012 الموقع : قلب جرئ
| موضوع: رد: أخطاء اللسان الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 6:46 pm | |
| | |
|
mego802008 مشرف
عدد المساهمات : 5167 تاريخ التسجيل : 03/07/2012 العمر : 44
| موضوع: رد: أخطاء اللسان الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 7:11 pm | |
| | |
|