بالصور.. فى ليلة باردة جدًا.. 4 خيام لمعتصمى الاتحادية..
لجان شعبية مكثفة ومطالب بمحاكمة بديع ومرسى وقنديل.. صور الشهيد "جيكا"
على أسوار القصر.. والحرس الجمهورى يؤمن البوابات الرئيسيةالسبت، 8 ديسمبر 2012 - 04:04
معتصمو الاتحادية
كتب محمد رضا ومحمد الديب - تصوير حسين طلال
var addthis_pub="tonyawad";
تحت
شعار "ارحل"، دخل مئات المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس محمد مرسى فى
اعتصام مفتوح، أمام بوابات قصر الاتحادية، للتأكيد على مطالبهم بإسقاط
النظام، وإلغاء الاستفتاء على الدستور الجديد، وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة
توافقية، معبرة عن جميع فئات المجتمع المصرى، ومحاكمة جميع المسئولين عن
الأحداث الأخيرة التى شهدها محيط القصر، والتى سقط ضحيتها 6 قتلى ومئات
المصابين، فى مواجهات دموية بين مؤيدى ومعارضى الرئيس.
قضى "اليوم
السابع"، الليلة الأولى من الاعتصام أمام قصر الاتحادية بين المعتصمين،
الذين وضعوا 4 خيام بشارع الميرغنى، بجوار البوابة رقم 4 للقصر، والتى
مثلت أولى خيام الاعتصام، وذلك بعد وصول سيارة ملاكى إلى محيط القصر محملة
بالخيام، دخلت بين صفوف المتظاهرين، وسط جو من الاحتفالات وإطلاق عشرات
الألعاب النارية والشماريخ، التى غطت سماء المنطقة، بالإضافة إلى ترديد
العديد من الهتافات التى أشعلت حماس المتواجدين، ومنها "مش هنمشى هو يمشى"
و "ارحل يا مرسى .. ارحل يا مرسى" و "الشعب خلاص أسقط النظام".
يسود
المشهد فى محيط القصر، حالة من الإصرار والصمود بين المعتصمين متوجة بثقة
أنهم سيحققون مطالبهم وعلى رأسها هدفهم فى رحيل النظام، الذى يرونه
مستبداً ويصنع ديكتاتورا جديدا، بعد رحيل الرئيس المخلوع مبارك، ونظامه
الفاسد، على الرغم من الأعداد القليلة التى استمرت فى الاعتصام، والتى لم
تتجاوز بضعة مئات المتظاهرين، بعد رحيل آلاف المتظاهرين محيط القصر.
ومع
دقات الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، بدأ الآلاف من المتظاهرين من
كهول ورجال وسيدات وشباب وفتيات وأطفال، فى مغادرة محيط القصر إلى
منازلهم، وهم على موعد آخر مع المعارضة من أجل الحرية، مع صباح يوم جديد،
حيث ينضمون إلى المعتصمين أمام القصر للتظاهر وترديد الهتافات بعد العودة
من أعمالهم، أما المعتصمون فيتبادلون المبيت فيما بينهم حسب شيفتات عملهم
على مدار اليوم.
بالإضافة إلى أن شارعى الميرغنى، والأهرام، أحد
الشوارع التى يطل عليها القصر، والتى تواجد بهما مئات المعتصمين، فلم
يتواجد المعتصمون داخل الخيام فقط، بل افترشوا الحدائق وجنبات الطريق أمام
القصر، متحدين برودة الطقس وعدم توافر خيام كافية لاحتواء جميع المعتصمين،
من أجل تحقيق هدفهم المتمثل فى رحيل النظام متمثلاً فى رئيس الجمهورية
الدكتور محمد مرسى.
وتغلب المعتصمون على الوقت، بالدخول فى نقاشات
حول سبل استمرار الاعتصام، والخطوات التصعيدية للضغط الشعبى على النظام
للاستجابة لمطالب الشارع، ومدى جدوى الاعتصام وتجاوب الرئاسة من عدمه،
وتفهمها للموقف الحالى، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات صغيرة من عشرات
المتظاهرين بين الحين والآخر فى محيط الاعتصام، وترديد الهتافات المطالبة
برحيل النظام ومنها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"المرة دى بجد مش هنسيبها
لحد" و "ارحل يا مرسى .. ارحل يا مرسى" و "يسقط.. يسقط حكم المرشد" و "مصر
دول مدنية مش هتبقى إخوانجية".
وفى السياق ذاته، بدأ عدد من
المعتصمين برسم صور للشهداء على جدران القصر، ومنها صورة للشهيد جابر صلاح
الشهير بـ "جيكا"، بالإضافة إلى العديد من الكتابات المعارضة للنظام
وجماعة الإخوان المسلمين، وبعض العبارات الساخرة خاصة بعد مسح الكتابات
القديمة التى كتبها المعتصمون بعد اعتداء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى
الأحداث الأخيرة أمام القصر، منها "يسقط حكم المرشد" و "ارحل ارحل" و
"مبروك البويه الجديدة"، كما رسموا صورة تحمل وجوه الرئيس المخلوع مبارك،
والمشير محمد حسين طنطاوى، والرئيس محمد مرسى، ومكتوب أسفلها "إللى كلف ما
متش".
أما الجانب الأمنى، فقد اكتفت قوات الحرس الجمهورى، والشرطة
المدنية، بتمركز مئات الجنود أمام البوابتين رقم 3 و4 للقصر، لتأمينهما،
بالإضافة إلى انتشار عدد من المدرعات والدبابات التابعة للحرس الجمهورى فى
شارعى الميرغنى والأهرام بمحيط القصر، ضمن قوات التأمين، فيما تركوا جميع
مداخل الشوارع المؤدية لمحيط القصر، بعد تمكن آلاف المتظاهرين من اجتياز
الحواجز الأسمنتية، والأسلاك الشائكة والدخول إلى محيط القصر.
ومن
جانبهم، شكل المتظاهرون لجانا شعبية تم توزيعهما فى نقاط تأمينية، على
مداخل الاعتصام بشارع الميرغنى من اتجاه طريق صلاح سالم، وتقاطع شارع
الميرغنى مع شارع الخليفة المأمون، ونقطة تأمين بشارع الأهرام، بالإضافة
إلى عدة نقاط أخرى على الشوارع الجانبية المؤدية إلى محيط الاعتصام، من
أجل تأمينهم من أى هجوم أو اعتداءات غير متوقعة فى أى وقت، من أى عناصر
تسعى لفض الاعتصام.
وقد زادت تكثيفات اللجان الشعبية، مع الساعات
الأولى من منتصف الليل، خاصة بعدما وردت أنباء عن خروج مسيرات لأعضاء
جماعة الإخوان المسلمين، من أمام مسجد رابعة العدوية، ومسجد الرحمن
الرحيم، فى طريقها إلى قصر الاتحادية، وهو ما أثار قلق المعتصمين، وعلى
أثره بدأوا فى تكثيف النقاط التأمينية على مداخل الشوارع المؤدية إلى
القصر، فيما بدأ ضباط الحرس الجمهورى، فى طمأنة المعتصمين، مؤكدين لهم أنه
لا توجد أى مسيرات متجهة إلى القصر، وأنهم لن يسمحوا بحدوث أى اشتباكات
مرة أخرى بين المؤيدين والمعارضين.
يأتى هذا فى الوقت، الذى قامت
فيه الشرطة المدنية، بإقامة كمين على مدخل الاعتصام عند تقاطع شارع
الميرغنى، وشارع الخليفة المأمون، لمنع دخول أى عناصر مندسة وسط
المعتصمين، أو قيام أى مجموعات من الاعتداء عليهم، بالإضافة إلى دفع عدد
من سيارات الشرطة بقوة من الجنود والضباط، تخرج فى جولات تفقدية فى محيط
المنطقة عبر طريق صلاح سالم ثم تعود مرة أخرى، كما طمأن ضباط الداخلية
للمتظاهرين، أنهم لن يسمحوا لأى عناصر الاعتداء على المعتصمين السلميين.
وعلى
الجانب الآخر، انتشر عشرات الباعة الجائلين فى محيط الاعتصام، من باعة
الأطعمة والمشروبات الساخنة، والذين ارتبط تواجدهم مع أى اعتصام، حيث أقبل
عليهم المعتصمون لشراء الأطعمة والمشروبات الساخنة، لتساعدهم على التغلب
على برودة الجو.
وعلى صعيد آخر، رصدت "اليوم السابع"، أسباب ومطالب
عدد من المشاركين فى التظاهرات والاعتصام فى محيط قصر الاتحادية، فقال
أسامة أحمد أحد المتظاهرين، إننى أشارك فى التظاهرات من أجل إسقاط الرئيس
الذى أراه من وجهة نظرى ديكتاتورا، وإعادة إنتاج لمبارك ونظامه، مضيفاً
أنه لا بديل عندهم عن رحيل الرئيس، مؤكداً استمرارهم فى التظاهرات
والمسيرات المعارضة للنظام حتى رحيله.
وأضاف أحمد لـ "اليوم
السابع"، أن الرئيس مرسى، لا يملك حنكة السياسة، ولا يستطيع إدارة الدولة،
كما أنه مسيس من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذى ينتمى إليها، مشدداً
أنهم مستمرون فى المعارضة، وأنهم سيسقطوا النظام والرئيس مرسى، كما أسقطوا
الرئيس المخلوع مبارك.
ومن جانبها، قالت سميرة محمد إحدى المتظاهرات،
ومن سكان مصر الجديدة قبل مغادرتها محيط القصر، إننا نرفض مسودة الدستور
الجديد، لما فيها من ظلم لجميع أفراد المجتمع، حيث تميل معظم مواد الدستور
لتحقيق أهداف ومصالح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، دون الاكتراث بمصالح
المعارضة وباقى فئات المجتمع، الذين هم شركاء جميعاً فى وطن واحد، وهو ما
يمثل قاعدة لغياب الديمقراطية، التى ثار من أجلها شباب مصر وراح ضحيتها
مئات الشهداء وآلاف المصابين.
وأكدت سميرة، على ضرورة استجابة
الرئيس محمد مرسى، للمطالب الشعبية التى تنادى بإسقاط الإعلان الدستورى،
وعدم الاستفتاء على الدستور الجديد، الذى يلقى معارضة شعبية من جميع طوائف
المجتمع، والاستماع إلى المعارضة، والدخول فى حوار وطنى، ينقذ البلاد من
النفق المظلم.
فيما شدد محمد على أحد المعتصمين، على ضرورة رحيل
الرئيس مرسى، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، والقصاص للشهداء وإعادة
محاكمة قتلة الثوار، وذلك كأولى خطوات الاستجابة للمطالب الشعبية
والثورية، من أجل نجاح الثورة، وانتخاب نظام يحقق الأهداف الأساسية
للثورة، متمثلة فى "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية".
أما مصطفى
سمير معتصم، فيرى أيضاً أنه لا بديل عن رحيل الرئيس مرسى، وإجراء انتخابات
رئاسية تأتى برئيس يحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية الحقيقية، التى
ضحى من أجلها آلاف المصريين بأرواحهم خلال الأحداث المتتالية للثورة.
وأكد
سمير، على ثقته أن الرئيس مرسى سيرحل وسط الضغط الشعبى، الذى تمارسه
المعارضة والمواطنين بمختلف انتماءاتهم السياسية وغير المسيسين فى الشارع،
والمطالبين برحيل النظام، الذى يسعى لوضع دستور غير متوافق عليه شعبياً أو
سياسياً، ولا يرضى أو يحقق طموحات وأمال الشعب.
أما على السيد
معتصم، فطالب بمحاكمة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان
المسلمون، والرئيس محمد مرسى، والدكتور هشام قنديل، وجميع وزراء حكومته،
محملاً إياهم مسئولية أحداث "الاتحادية"، التى راح ضحيتها 6 قتلى، ومئات
المصابين.