ذهب احد الخدام ليخدم فى قرية بعيدة فى فترة العطلة الصيفية و رغم شدة الحرارة
الا انه كان سعيدا جدا بعمل الله فيه و التفاف الشباب حوله و عمل الرب فيه و
فيهم.
و فى اليوم السابق لعودته الى مدينته كان فى زيارة خاصة لاحد الشباب فى
منزله و لما علمت اسرة الشاب بسفره اوصته بتوصيل مبلغ من المال الى اسرة فقيرة تسكن
فى حى مجاور له فقد مات الاب و ترك اسرته بلا اى مورد للرزق ولا احد يهتم بهم
.
فوعدهم الخادم بذلك و عندما عاد الخادم الى مدينته نسى تماما بسبب انشغالاته
الكثيرة موضوع الارملة و اولادها و كان قد وضع الظرف الذى به المال داخل حقيبته
.
و فى يوم كان ذاهبا فى مامورية عاجلة فاوقف التاكسى لينقله الى مكان ذهابه و
لكن للاسف بعد ان سار التاكسى مسافة قصيرة توقف السائق لان العجلة نامت و يجب
استبدالها.
نزل الخادم من العربة و هو متضايق ووقف ينتظر تغير العجلة و فيما هو
يتمشى سمع بجوار نافذة احد المنازل امراة تصلى .
و كانت تقول: انت تعلم يارب ان
اخر لقمة فى البيت اكلها الاولاد قبل ان ينزلوا المدرسة و البيت كله فاضى و ما عيش
فلوس و احنا يارب مالناش غيرك نتكل عليه و نلجا له و كانت المراة تبكى و هى
تصلى.
وهنا فقط تذكر الخادم امر الظرف الذى كان المفروض يوصله الى
الارملة
فاخرج الظرف من حقيبته .
و يا للعجب عندما قرا العنوان و جده نفس
المكان الذى يقف عنده و نفس رقم البيت الذى يقف امامه و عرف ان هذه الارملة هى
المقصودة و ان نوم اطار العربة لم يكن الا تدبير سماويا لتوصيل المبلغ الى المراة
فى الوقت المناسب .
وقرع الخادم الباب و اسرع و اعطى المراة المال و اعلمها
بالقصة و باهتمام الله بها باولادها.
يقول الرب يسوع :"لا تهتموا لحياتكم
بما تاكلون و بما تشربون و لا لاجسادكم بما تلبسون"