الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
1/16/2013 4:56:00 PM
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''عسكري، طموح، قيادي، ثائر، قومي، عروبي، غير منحاز، مناصر للوحدة
العربية''، وهو أيضا ''الديكتاتور، المنفرد بالسلطة، مؤسس التحالفات، وقاهر
الإخوان، وربما المتسبب في النكسة''.. بين هذا وذاك يقف ''جمال عبد
الناصر''، الزعيم العربي الأشهر على الإطلاق، هذا العسكري الصارم وربما
''الديكتاتور'' معشوق الملايين من المصريين والعرب.
حلت، أمس
الثلاثاء، الذكرى الـ95 لميلاد الزعيم العربي الراحل ''جمال عبد الناصر''،
والمولود في 15 يناير 1918 بـ''باكوس'' بالإسكندرية لأسرة من ''بني مزار''
بالصعيد، في المرحلة الثانوية تشكل وجدان ''ناصر'' الوطني مبكرا ليشارك
بمظاهرات الطلبة بعد إلغاء دستور 23 ويتم إلقاء القبض عليه، كما نمى حسه
الأدبي والتاريخي بشغفه لقراءة كتب الثورة الفرنسية والأدب العربي
والعالمي.
لما حصل على ''البكالوريا'' بالقسم الأدبي، تقدم ''ناصر''
للالتحاق بالكلية الحربية، ويرفض لكون جده ''فلاح'' ووالده موظف بالبريد''،
ومشاركته بالمظاهرات من قبل، ليتقدم بعدها لكلية الحقوق بجامعة القاهرة
عام 1936، ويقضي بها ستة أشهر عاود فيها التقدم ''للحربية'' ليلتحق بها في
مارس 1937، ويلتحق بعد تخرجه بسلاح المشاة بـ''منقباد'' بالصعيد، ليلتقي
''بالسادات وزكريا محيي الدين''، ثم ينتقل للسودان ليقابل ''عبد الحكيم
عامر''.
''تحية كاظم'' هي رفيقة العمر منذ زواجهما في يونيو 1944، و
أم أولاده ''خالد، عبد الحميد، عبد الحكيم، هدى و منى''، بعد زواجه منها
بوقت قصير يذهب لـ''حرب فلسطين''، ويرى وزملاؤه مدى ضعف الجيش وفضيحة
''الأسلحة الفاسدة''، وبعد عودتهم تتبلور ''حركة الضباط الأحرار'' بقيادته.
تمضي
شهور وتقع ''مذبحة رجال الشرطة''، ويشب ''حريق القاهرة يناير 1952''
وتحتقن أوضاع البلاد، ليقرر الضباط الأحرار القيام ''بثورة يوليو''، ويأتي
''اللواء نجيب'' قائدا للثورة، إلا أن السلطة الفعلية ظلت في يد ''مجلس
قيادة الثورة''، ويتم إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، ويتولى ''جمال''
نيابة رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية، وفي 1954 يصبح ''ناصر'' رئيس
الجمهورية بعد خلع ''نجيب''.
بعد توقيع ''معاهدة الجلاء 1954''، حرص
''جمال'' على تطبيق مبادئ الاشتراكية؛ فأصدر قوانين الإصلاح الزراعي، وسعى
للتوسع في بناء المصانع، ويأتي قرار ''تأميم قناة السويس'' فى احتفالات
الثورة 1956 بعد معاناة مع ''البنك الدولي'' لتمويل مشروع ''السد العالي''،
و يكون سببا في ''العدوان الثلاثي''.
عمل ''عبدالناصر'' على تشجيع
حركات التحرر العربي والأفريقي، وكان من مؤسسي ''منظمة دول عدم الانحياز''،
وسعى لتحقيق ''وحدة عربية'' لتخرج ''الجمهورية العربية المتحدة'' بين مصر
وسوريا 1958، وكان ''ناصر'' أول من يلقي خطبة بالعربية في ''الأمم
المتحدة''.
وتحل ''نكسة يونيو'' ويتنحى عبد الناصر، ويخرج ملايين
الجماهير تطالبه بالرجوع ويعلنها ''هنحارب''، وتبدأ حرب ''الاستنزاف''
بشعار ''ما أوخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة''، ويبدأ معركة بناء الجيش من
جديد.
يتوفى ''عبد الناصر'' بعد نهاية ''قمة عربية بالقاهرة'' ليتوقف
قلبه في 28 سبتمبر 1970، ويتسلم نائبه ''السادات'' مهام منصبه، ويشيع
جثمانه في ''أكبر جنازة تاريخية'' ليواري في مدفنه بعد 18 عاما قضاها في
خدمة مصر، وتبقى عيناه القويتان كعين الصقر ملهمتان لشعوب الشرق الأوسط،
وتظل صورته لسنوات حتى بعد وفاته معلقة في كل بيت مصري وعربي.