[color:bf8d=#777]1/19/2013 7:12 PM
عندما يتحدث شخص عن حب مصر وأهميتها التاريخية بين دول العالم الإسلامى
والعربى، مستشهدا بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التى تتحدث عن فضائل
مصر وشعبها العظيم فلا شك أن يلتف حوله ملايين المصريين مكبرين مهللين.
فلا عجب إذن فى هذه الضجة الكبيرة التى صحبت خطبة الشيخ السعودى محمد
العريفى الذى اختار مسجد "عمرو بن العاص" ليكون منبره ليصل إلى قلوب
المصريين وعقولهم أيضا، بعد أن فقد غالبية الشيوخ فى مصر رصيدهم فى الشارع
وظهر وجههم الحقيقى الذى نم عن قبح أوضحته الفضائيات خلال الأشهر القليلة
الماضية.
وهو ما جعل هناك حاجة ملحة لاستيراد شيوخ من دولة شقيقة ولتكن السعودية فى
محاولة لتجميل وتحسين صورة التيار الإسلامى، خاصة أننا على وشك الدخول فى
معركة انتخابية برلمانية جديدة، وتخوف هذه التيارات من تراجع أصواتهم فى
الشارع المصرى بعد أن فقدوا مؤهلاتهم واقتصرت معاركهم على توزيع الزيت
والسكر وتراجع خطابهم السياسى والدينى بعد أن وضح زيفه. فجاء قرار هذه
التيارات الإسلامية بالاستعانة بشيوخ السعودية كعائض القرنى والعريفى
لتأكيد أهمية الإسلام ودور مصر فى رفعة شأنه، ودعوة المصريين للترابط
والتآخى وتجاهل كل ما يتسبب فى حالة الانقسام.
لم تدخلنى خطبة العريفى فى حالة البكاء التى انتابت أغلبية من استمعوا له
من المصريين وإنما وجدت أمامى العديد من علامات الاستفهام التى تطرح نفسها
قبل أن أبدى تأثرى بهذا الشيخ السعودى المستورد.
فإذا كانت علاقة مصر بالسعودية لا يفسدها أى مفسد على حد قوله فلماذا لم
يحاول شيخنا الجليل أن يتدخل لحل أزمة المحامى المصرى أحمد الجيزاوى الذى
حكم عليه بالحبس والجلد بتهمة حيازة المخدرات فى الواقعة الشهيرة بعد تقاعس
وتراجع الدور المصرى فى حل مشكلته.
ولماذا لم يتدخل شيخنا الجليل لوقف جلد المصرية نجلاء وفا أسبوعيا بعد
الحكم عليها بـ500 جلدة لتواجدها مع شخص أجنبى عنها دون محرم وهى التهمة
التى تسببت فيها إحدى الأميرات السعوديات التى اختلفت معها، بالرغم من نفى
الأزهر أن هناك عقوبة فى الشريعة الإسلامية بالجلد لمن تتواجد مع أجنبى.
وكيف يمكن لى أن أثق بشيخ سبق ودعا للقذافى فى عهده ووصفه بالحاكم الجيد
ولم يتورع من التفتن بإصلاحاته فى ليبيا، وسرعان ما غير رأيه بمجرد سقوط
حكمه ليكون على الجانب الآخر.
كيف أثق بشيخ سبق وتحدث عن ضرورة احتشام الفتاة أمام أبيها حتى لا تفتنه
وبأن تحاول ألا تجلس بمفردها معه حتى لا تثير غرائزه، وكأن المرأة خلقت فقط
لإمتاع شهوات الرجل حتى إن كان أبيها، ويأتى ليحدثنى عن احترامه للمرأة
المصرية؟!!
كيف أثق فى شخص سبق وادعى بأن الرسول كان يقبل الخمر كهدية ثم يهديه أو
يبيعه وسرعان ما اعتذر عن ذلك بالرغم من أن النبى عصم من الخمر قبل أن يبعث
بالرسالة النبوية، وغيرها من تصريحاته المثيرة دائما للجدل.
فالحق أقول لكم: إذا تحدث العريفى عن مصر فاحذروه !!.