عصام سلطان
كتبت-ناهد إمام:
منذ 2 ساعة 9 دقيقة
حذر المحامى والنائب البرلمانى السابق عصام سلطان، الرئيس محمد مرسي من المتربصين به من فلول النظام السابق، وأعمدة الدولة العميقة مدبري الحملة المنظمة علي شخصه، وتصدير المشكلات ودفعها واختلاقها أما بوابة القصر الرئاسي ليبدو المشهد أمام العالم قميئاً، ومنفراً، لمصر بعد الثورة، وانتخاب شعبها لأول رئيس مدنى.
قال سلطان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "تنتشر روح من القلق إزاء الحالة التى تُدفَع إليها البلاد دفعاً، بفعل بطء قرارات الرئيس من جهة، وسرعة هجوم المتربصين به من جهةٍ أخرى، فمنذ انتخاب الرئيس محمد مرسى، ومشاوراته حول تشكيل الفريق الرئاسى والحكومة لم تتوقف، ووعوده فى المناسبات التى تحدث فيها شملت كل شىء، وبرنامجه الرئاسى السابق إعلانه – وخاصةً ما يتعلق بالمائة يوم الأولى – يتردد فى كل وسائل الإعلام، إلا أن شيئاً لم يتحرك على الأرض، فلا الفريق الرئاسى تكوَّن ولا الحكومة تشكلت ولا البرنامج بدأ تنفيذه.
وتابع: "وعلى صعيدٍ مقابل، فقد انطلقت حملة منظمة من داخل مؤسسات الدولة العميقة ورموزها – خاصةً تلك الرموز التى كانت تسبح بحمد الرئيس المخلوع ولم تجرؤ يوماً على التفكير فى معارضته – تساندها بعض أجهزة الإعلام، الحكومية والخاصة، فى ترتيبٍ وتخطيطٍ واتفاق لا تخطئه عين، لتصدير المشكلات، العمالية والمهنية والاجتماعية والفئوية، بل اختلاقها، بل وفى الربط بين الجرائم الجنائية التى تحدث يومياً وبين شخص رئيس الجمهورية واتجاهه الفكرى!.
انطلقت تلك الحملة صوب القصر الرئاسى، والقصر الرئاسى فقط!. وأصبح الدكتور محمد مرسى هو المسئول عن كل الأزمات والمشكلات والجرائم، وعليه أن يحلها اليوم قبل الغد، هكذا يردد بعض الإعلاميين المفروضين علينا ".
وشبه سلطان ما يحدث الآن بحالة مصر قبل انتخابات مجلس الشعب وما حدث بعدها من الانشغال بما ليس هو من الأولويات وترك المساحات الأهم فارغة أمام فلول النظام للإيقاع بالنواب فى الأكمنة والفخاخ، حتى ينفض المصريون من حولهم، قال: "ومما يؤسف له أن الفريق المؤقت المعاون لرئيس الجمهورية، وقع فى الكمين المنصوب له، وأصبح شغله الشاغل، وجدول أعماله اليومى، هو إصدار البيانات التصحيحية للوقائع المختلقة والأخبار المكذوبة التى تتناقلها بعض وسائل الإعلام، بدءاً من اختيارات الرئيس لنوابه وللحكومة ومقابلاته معهم التى لم تحدث، ونهايةً باختلاق واقعة نجله بمطار القاهرة، والتى لم يعتذر مختلقوها عنها حتى الآن، إننا أشبه بحالة مصر يوم 23 يناير 2012م وما بعدها، تاريخ عقد مجلس الشعب أولى جلساته، حين انشغل البعض بصيغة حلف اليمين بالإضافة والحذف، ورفع الأذان تحت القبة وأحياناً رفع فوارغ الطلقات، وإحالة أحد النواب للجنة القيم بشأن واقعة حدثت خارج المجلس، وحالة الهجوم والتربص المتبادلة بين الأغلبية والأقلية أثناء المناقشات والمداولات، وسط ذلك كله ضاعت مشروعات قوانين مهمة تقدم بها نواب محترمون، ومنهم نواب حزب الوسط، كمشروع قانون تعديل السلطة القضائية، واسترداد الأموال المهربة، ومحاكمة رئيس الجمهورية، وتعديل قانون الاستثمار، وعودة المنطقة الحرة ببورسعيد، وغير ذلك من المشروعات التى بذل فيها الوسط جهداً كبيراً ولكنها لم ترَ النور، لإهدار وقت المجلس فى حالة التربص حيناً، ولانشغاله برد الهجوم عليه أحياناً أخرى، تماماً كحالة التربص والهجوم التى نحياها اليوم، وفى نصف نهار، مُنِع النواب من دخول مجلسهم، وحاطت أبوابه السلاسل الحديدية، بديلاً عن الإرادة الشعبية، بعد محاكمة المحكمة الدستورية لقانون مفخخ صدر لهذا الغرض تحديداً !
وحذر سلطان من عواقب استمرار هذه الحالة، قال:" إن استمرار الوضع على ما هو عليه، بنفس التكرار الممل، يُنذر بخطر داهم، وانتكاسةٍ لثورة يناير ومكتسباتها التى لم تتوقف محاولات الالتفاف عليها منذ فبراير 2011م، إن بطء حركة الرئيس لا تتناسب مع حماسته التى ظهرت فى ميدان التحرير، وسرعة المتربصين به لا تستقيم مع تاريخهم الانبطاحى الطويل أمام كل الأنظمة وتحت أقدام كل الرؤساء، واستمرار سياسة ردود الأفعال لا تليق ولا تناسب شعباً عظيماً كشعب مصر، قدم الشهداء والمصابين، واستمر مقاوماً ثورياً بكل الميادين، إلى أن أوصل رئيسه آمناً مطمئناً إلى القصر الرئاسى، منتظراً منه الفعل، والمبادرة، واتخاذ القرارات الجريئة والسريعة والمـدروسة".
واختتم بالنصح للرئيس، قائلا: "ونحن لا نتصور أن نطلب من المتربصين الكف عن مسلكهم، فمن شبَّ على شىء شاب عليه، ومن اعتاد على الذل والنفاق وتنفيذ تعليمات الأجهزة لا يعرف لغة الكرام الأحرار، ولكننا نتصور، بل نؤمن، أن الأمل معقودٌ على رئيس الجمهورية، فله ننصح، وإليه نتوجه، ومنه نطلب، أن يبدأ .. وأن يبادر .. وأن يثق فى الله .. وفى شعب مصر الذى لن يخذله".
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - سلطان:"الدولة العميقة " تدبر لإسقاط الرئيس