ميرو المسئول عن المنتدى
عدد المساهمات : 720 تاريخ التسجيل : 03/07/2012
| موضوع: موسوعة المصطلحات اللاهوتية والكنسية (3) الخميس يوليو 05, 2012 11:09 pm | |
|
3- الذبيحة – Sacrifice
هي استحداث وضع ، من خلاله يُمكن أن يُستعلن الله نفسه بقصد تنظيم علاقة بينه وبين شعبه ، فبواسطة نظام الذبائح في العهد القديم أراد الله أن يكون له علاقة وتعامل شخصي مع شعبه .
** القصد الأساسي من الذبائح هو الوجود في حضرة الله ( بطهارة ) لتكوين علاقة روحية سليمة تنمو مع الأيام بسرّ التوبة القائمة على الكفارة والمقدم فيها سرّ الشكر الدائم .
*** والذبائح المذكورة في العهد القديم هي كالتالي : 1- ذبيحة المحرقة وهي ذبيحة تحرق على المذبح بكاملها ماعدا الجلد ، وهي تعبر عن الهبة على وجهٍ خاص ، لأن مقدمها لا يأخذ منها شيئاً . + وهي دائماً تُقرب للرضا (( يُقدمه للرضا عنه أمام الرب )) (لا1 : 3 ) + وهي ترمز للطاعة وتنفيذ مشيئة الله (( ها أنا ذا آجئ لأفعل مشيئتك يا الله )) ( عب10 : 7 ) (( ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني )) ( يو9 : 4 ) (( أطاع حتى الموت موت الصليب )) ( في 2 : 8 )
2- ذبيحة الخطية وهي ذبيحة تحرق خارج المحلة ولا تُحرق في الداخل مثل باقي الذبائح .. (( فإن الحيوانات التي يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة ، تُحرق أجسامها خارج المحلة ، لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب ... )) ( عب13 : 11 – 12 )
+ والمقصود بهذه الذبيحة ، إعادة الصلة بالله ، بعد أن قطعت بسبب الخطايا غير العمد ( أنظر لاويين 4 : 2 ) ، أو بسبب حالة نجاسة ( أنظر لاويين 14 : 19 )
3- ذبيحة الإثم : وهي ذبيحة تقدم بسبب انتهاك ناموس الله وبسبب إفساد العلاقة بين الله والإنسان (( إذا خان أحد خيانة وأخطأ سهواً في أقداس الرب يأتي بذبيحة لإثمه .. )) ( لاويين 5 : 14 و15 )
+++ ملاحظات على ذبيحة الخطية والإثم نستطيع من خلال قراءتنا لسفر اللاويين بالنسبة لذبيحة الخطية والإثم ، أن نُقسم الخطية لقسمين كبيرين * القسم الأول : خطايا سلوكية ضد الناس وضد الذات وتشويه صورته من جهة الخلق لأنه خلق ليسمو في أخلاقه ويسمو في معاملاته لأنه خلق على شبه الله ... - وهذه هيَّ ذبيحة الخطية
القسم الثاني : خطايا سلوكية ضد الله مباشرة - وهي ذبيحة الإثم 4- تقدمة القربان في الكهنوت ، تدل كلمة ( قربان ) على كل أنواع الذبائح ، حتى على التقدمة الغير ذبائحية ومعناها الحرفي : ما يُقرب من الله على المذبح ولكنها اكتسبت معنى : " التقدمة المقدسة " أو " الشيء المكرس " ( أنظر مت 8 : 4 )
+ التقدمة والذبيحة ولنلاحظ أن هناك فرق بين " التقدمة " و " الذبيحة " فالتقدمة تتم أولاً ثم تُرفع كذبيحة أمام الله ، وهذا ورد في التقليد الليتورجي القديم فإن القداس الإلهي يبدأ بتقديم الحمل ، وهذا عمل ليتورجي قائم بذاته ، ثم يليه قداس الذبيحة . وفي تقديم الحمل يتحول الخبز والخمر إلى حمل مهيأ للذبيحة ، وفي القداس يُذبح الحمل وتُرفع الذبيحة بالتقدمة ( طبعا هذا يتم بالسرّ على أساس عمل المسيح الذي تممه على عود الصليب وسلمه إلينا يوم خميس العهد ويتم إلى الآن كما هو – دون أي تغيير – بفعل حلول الروح القدس )
++ والذبيحة ، هي تساوي فعل التقدمة مضافاً إليها عنصر الألم حتى الموت .
5- ذبيحة السلامة وتسمى أحياناً ذبيحة " الإتحاد " أو " العهد " ، ويحرق فيها على المذبح الأجزاء الشحميه ، ويخص الكهنة جزء من لحمها والباقي يأكله مقرب الذبيحة وعائلته وأصدقاءه .
+ وهي تقدمة شكر لله واعتراف بفضله ، وتعبيراً عن الشركة الحقيقية بين مقرب الذبيحة والله ، وبين الله والشعب .
++ وكان يُقرب معها أقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت ، مع أقراص خبز خمير ، وكان يجب أن تكون الذبيحة خالية من أي عيب (( أنظر للأهمية : لاويين 3 : 1 ، 22: 21 ))
الخلاصة +++ إن ذبيحة المسيح على الصليب هي الذبيحة النهائية الكاملة للتكفير عن الخطية وخلاص الإنسان ، فالذبائح جميعها لم تكن إلا رمز لذبيحة المسيح الواحدة الوحيدة ، فلم يكن الناموس الطقسي بكل فرائضه وأحكامه " بقادر أن يُحيي " بل كان الناموس " مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان " ( غلا3 : 21 و 24 ) " لأنه لا يُمكن إن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا ... نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحده . وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية ، أما هذا – المسيح – فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله .. لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين " ( عب10: 4 – 14 ) ومن ثًّم فقد أبطلت ذبيحة المسيح كل الذبائح ...
*** سبب تعدد أنواع الذبائح في العهد القديم تعددت الذبائح في العهد القديم ، ليس على أساس عدم وحدة الذبيحة ، لأن الذبيحة إشارة إلى ذبيحة المسيح الواحد ... بل السبب الأساسي أن ذبيحة واحدة في العهد القديم لم تكن كافية لتقدر أن تُعَبّر عن الجوانب المختلفة لذبيحة ربنا يسوع المسيح ، الذبيحة الواحدة الغير منقسمة أو متعددة .
*** الذبائح في العهد الجديد جميع أسفار العهد الجديد – ما عدا يعقوب ويهوذا – تُشير إلى موت المسيح كذبيحة كاملة عن الخطية والإثم وجميع جوانب الذبيحة المختلفة ، وقد أشار الرب بنفسه ثم الرسل إلى ذلك ، لأنها ترمز إلية والعهد الجديد وضح ووضع الرمز على المرموز إليه فانطبق تما التطابق : (1) ذبيحة العهد : ((مر14 : 24 – مت26 : 28 – لو22: 20 – عب9: 15 – 22 )) (2) ذبيحة المحرقة : (( اف5: 2 – عب10: 4 – 9 )) (3) ذبيحة الخطية : (( رو8: 3 – 2كو 5: 21 – عب13 : 11 – 1بط 3: 8 )) (4) خروف الفصح : (( 1كو 5: 7 – يو 1: 29 و36 )) (5) ذبيحة يوم الكفارة : (( عب2 : 17 – عب9 : 12 – 14 ))
وهناك إشارات مختلفة وكثيرة لجميع الذبائح على صفحات العهد الجديد ، ولكننا سنتركها – رغم أهميتها – إلى أن نكتب بحث متكامل عن الذبائح وعمل ربنا يسوع وكيف نتذوق عمق عمل الله ونحيا به .. | |
|