لندن: افتتاح أعلى ناطحة سحاب في الاتحاد الاوروبي
يفتتح في لندن برج شارد ليكون بذلك أعلى المباني في غرب أوروبا. المشروع يعد أكبر الاستثمارات القطرية في بريطانيا يكشف عنه وسط احتفالات صاخبة بحضور الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ودوق يورك الأمير أندرو.
شاهدmp4.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"
أحدث إصدارات برنامج "فلاش بلاير" متاحة هنااعرض الملف في مشغل آخريبدو أن سماء لندن اصبحت ساحة منافسة لناطحات سحاب تظهر بين الحين والاخر، فبعد ان شهدت في العقدين الماضيين بروز ابراج مثل مجمع كناري وورف والغركين، تفتتح اليوم الأربعاء رسمياً أعلى ناطحة سحاب في اوروبا الغربية كلها واحد المباني الاكثر اثارة للجدل في بريطانيا، برج شارد.
فمنذ ميلاد فكرة انشاء البرج استعر الجدل بين المؤيدين للبناء التقليدي ومعهم حماة الارث المعماري والبيئة من جهة وبين دعاة البناء المعماري الحديث اسفر عن تأخر بدء المشروع لسنوات.
روابط ذات صلةموضوعات ذات صلةوتزامن منح الضوء الاخضر للمشروع في البناء مع بداية الازمة المالية العالمية التي اثارتها ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة عام 2008 ما ادى الى سحب عدد من البنوك لتمويلها للمشروع الذي يقدر كلفته باكثر من 650 مليون دولار.
استثمارات قطرية... للنجدةومع استفحال الازمة المالية خاصة تأثيرها على تمويل العقارات، لجأت محموعة سيلر بروبرتي المشرفة على المشروع الى البحث عن مصادر تمويل اخرى وجدت في قطر الشريك الامثل لها.
برج شارد يطل على الضفة الجنوبية لنهر التايمز
اذ اعلنت هيئات قطرية سيادية استعدادها لتمويل تكاليف المشروع بنسبة 95 في المئة ما يجعل هذا الاستثمار من اكبر الصفقات التي تعقدها قطر في بريطانيا.
وتأتي الخطوة القطرية في اطار خطة "قطر افاق 2030" وهي استراتيجية تهدف الى تنويع الدخل القومي القطري بعيدا عن النفط والغاز والاعتماد على مداخيل اخرى منها الايرادات من الاستثمار في الاسهم الصينية التي خصصت لها قطر قبل اسابيع خمسة مليارات دولار على مدى سنوات.
وقد اثارت صفقة برج شارد جدلا حول الجدوى الاقتصادية للمشروع في وقت تمر فيه بريطانيا واوروبا في مرحلة كساد اقتصادي، الا ان المخططين القطريين يأملون في ان يتعافى الاقتصاد ويعود الطلب على العقارات والخدمات الفندقية الى مستوياتها السابقة.
وربما يكون تراجع سعر الجنيه الاسترليني امام الدولار والعملات الرئيسية الاخرى قد ساهم في جعل الاصول البريطانية تبدو جذابة خاصة العقارات التي انخفضت اسعارها الى مستويات لم تشهدها منذ سنوات في بعض المناطق.
العقار البريطاني... ملاذ آمنقطاع العقار البريطاني ليس غريبا عن الاستثمارت الخليجية. ففي السنوات الاخيرة اشترى القطريون ثكنات تشيلسي وسط لندن من وزارة الدفاع بهدف تحويلها الى حي سكني راق.
وقبل عامين اشترت سلطنة عمان ناطحة سحاب هيون تاور في صفقة اقتربت من مليار دولار. واشترت شركة قطرية مقر السفارة الامريكية في لندن بقيمة يعتقد انها بلغت 300 مليون جنيه استرليني.
وربما تكون دول الخليج من الدول الاقل تاثرا بالازمة المالية التي اجتاحت العالم عام 2008. فبالرغم من تراجع سعر برميل النفط عن مستوياته القياسية واستقراره عند مستوى 80 – 90 دولار فان اقتصادياتها ظلت تنمو ولو بشكل اقل ومتباين بين دولة واخرى.
وساعد ارتفاع اسعار النفط في السنوات الاخيرة الى تراكم ضخم للثروة في الخليج وظفتها بعض الدول في صناديق استثمارية وسعت الى تنويع ايراداتها ومصادر دخلها ليس من قطاعات مختلفة ولكن من مناطق جغرافية مختلفة.
شارد... مدينة داخل مدينةيتميز برج شارد بموقعه الاستراتيجي المُطل على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، كما يعد المبنى الأطول في أوروبا الغربية ليبلغ ارتفاعه 310 متراً (1,017 قدماً) وهو بذلك يتيح أعلى مشهد بانورامي للعاصمة البريطانية.
ويتسم تصميم هذا البرج بطراز هندسي فريد لما يضمه من العديد من المرافق المتنوعة تقع جميعها تحت سقف واحد. اذ يشمل البرج على مطاعم وشقق سكنية سيتم بدء الاعلان عن تأجيرها او بيعها في الاشهر المقبلة، كما سيوفر مساحات مخصصة للمكاتب، وفندق شانغريلا فئة الخمسة نجوم ويصل عدد الغرف فيه إلى نحو 200 غرفة بالإضافة إلى الأجنحة الفندقية.
ورغم ان الحجوزات لزيارة المبنى وخاصة الشرفة العليا التي يمكن من خلالها رؤية معالم لندن الكبرى ستبدأ هذا الاسبوع الى ان الدخول فعلا الى المبنى لن يكون متاحا قبل نهاية الربع الاول من العام المقبل.