شرح مختصر عن قوانين الكنيسة
بشأن ترشيح أسقف الإيبارشية للبطريركية
وصلتنا إستفسارات وقرأنا آراء كثيرة حول هذا الموضوع وقمنا بالرد التفصيلى على الاستفسارات ونقدّم هنا شرحاً مختصراً عن هذا الأمر:
أولاً: إن الأصل فى هذا هو القانون رقم 14 من قوانين الآباء الرسل الذى سمح بانتقال أسقف الإيبارشية لأسباب صوابية وبشروط معينة "مثلاً إذا كان فى استطاعته أن يوزّع هناك كلام التقوى بإفادة أكبر".
ثانياً: عندما انتشرت عادة انتقال الأساقفة بطريقة مخالفة للقانون الرسولى أصدر مجمع نيقية 325م قراراً تنظيماً لمنع التشوش البالغ ولكن بالرغم من ذلك وافق المجمع على إنتقال إثنين من أساقفة الإيبارشيات على أساس تطبيق القانون الرسولى بصورة صحيحة. ومعنى ذلك أن الاستثناء الصوابى استمر بواسطة مجمع نيقية 325م. ومن المفهوم طبعاً أن مجمع نيقية 325م لا يمكنه إلغاء قوانين الرسل ولكن منع مخالفتها.
ثالثاً: نشر مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فى المقال الإفتتاحى بمجلة الكرازة بتاريخ 5/5/1995م أن "كل بطاركة كنائسنا الأرثوذكسية كانوا قبلاً أساقفة".
رابعاً: إن مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث قد كتب بخط يده مؤيِّداً ترشيح المطارنة والأساقفة للكرسى البطريركى وهذا كتبه وهو أسقف التعليم فى فترة الترشيحات للكرسى البابوى أثناء خلو الكرسى سنة 1971م. وأشار فيما كتبه إلى سيامات بطاركة إثيوبيا التى قامت بها كنيستنا (انظر البند خامساً) وكذلك إلى لائحة إنتخاب البطريرك القائمة فى سنة 1971م وهى لائحة سنة 1957م والتى استكملت بقانون 20 لسنة 1971م وهى تجيز ترشيح المطارنة والأساقفة والرهبان. ولازالت قائمة حتى اليوم.
خامساً: إن مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس قد قام بسيامة أبونا باسيليوس "مطران شوا" فى 28/7/1959م بطريركاً جاثليقاً لأثيوبيا. وأن وفد المجمع المقدس لكنيستنا برئاسة القائم مقام الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج قد قام بسيامة أبونا ثاوفيلس "أسقف هرر" بطريركاً لإثيوبيا فى 9/5/1971م.
سادساً: إن المجمع المقدس فى 28 يوليو 1928 قد ألغى قرار مجمع 1873م الذى صدر فى ظروف خاصة جداً لا يجوز تطبيقها بعد وقت صدور قرار هذا المجمع. خاصة أنه اعتمد على ترجمة غير صحيحة لقانون الرسل رقم 14. ونص قرار مجمع 1928م هو: "العمل دائماً بمبدأ وجوب ترقية أحد المطارنة أو الأساقفة إلى رتبة البطريركية عند خلو الكرسى."
سابعاً: بالنسبة لظروف مجمع 1873م فقد رفض المطارنة والأساقفة أن يُفرض عليهم "الأنبا مرقس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية والنائب البطريركى" بواسطة الخديوى من خلال "وهبة بك الجيزاوى" كبير كتّاب المالية وقتئذٍ. فأصدر قراراً يحرم فيه ترشيح أساقفة الإيبارشيات لرتبة البطريركية وكل من رضى بذلك. وهذه الحروم لو طُبّقت على الأجيال التالية لانقطعت سلسلة الخلافة الرسولية (لا سمح الله) فى كنيستنا.
ثامناً: أن جميع المطارنة والأساقفة الذين قاموا بسيامة مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس هم من سيامات البابا يوأنس التاسع عشر الذى كان مطراناً للبحيرة والمنوفية، والبابا يوساب الثانى الذى كان مطراناً لجرجا، ماعدا الأنبا أثناسيوس الذى اشترك فى سيامة البابا يوأنس التاسع عشر سنة 1928م. فإذا طُبِّقت حروم مجمع 1873م (لا سمح الله) لكان الجميع محرومين بداية من البابا يوأنس التاسع عشر ووصولاً إلى البابا شنودة الثالث هو وكل من قام بسيامتهم هو وسابقيه من البطاركة [البابا يوأنس التاسع عشر والبابا مكاريوس الثالث (الذى لم يرسم أساقفة) والبابا يوساب الثانى والبابا كيرلس السادس].
تاسعاً: هل يليق بآباء معاصرين فى الكنيسة فى هذه الأيام أن ينشروا حروماً وبذلك أن يقطعوا سلسلة الخلافة الرسولية فى كنيستنا. إن الوصية الرسولية هى أن نفصل كلمة الحق باستقامة (انظر 2تى2: 15).
10 يوليو 2012م بيشــــــــــــــــوى
تذكار نياحة القديس كيرلس الكبير عامود الدين مطران دمياط وكفر الشيخ
ودير القديسة دميانة ببرارى بلقاس