15 يوليو 2012:
DPA ©
--------------------------------------------------------------------------------
يتدرب أوسين بولت ويوان بليك ، المرشحان الرئيسيان للذهب الأولمبي في سباق 100 متر حرة ، على نفس المضمار الأزرق بجامعة "ويست إنديز مونا" في كينجستون.
هناك يتدرب نجما السباق الأسرع على انطلاقتهما ، ويحسنان من وضعية جسديهما ، ويقويان من عضلاتهما ، وكل ذلك تحت إشراف عين طبية لجلين ميلز ، رجل المعجزات.
والمدرب الجامايكي هو مدير نادي "ريسرز تراك"، المركز الذي يتدرب فيه حاليا أسرع العدائين في العالم. كلمته قانون بين عشرات الفتيان الواعدين الذين يحلمون بالتحليق في البطولات الكبرى لألعاب القوى ، ومن بينهم بولت وبليك.
فقط ذلك الاحترام التبجيلي الذي يكنه العداؤون للرجل /62 عاما/ الأعزب المتحفظ صاحب الصوت العميق وطريقة الكلام المتأنية ، يمكن أن يحافظ على الاتحاد بين أعجوبتين دون أن تتسبب الغيرة في إحداث مشكلات بينهما. ويوضح ميلز "ليس لدي أي مشكلة تجاه قيامهما بالتدرب معا. وليس لدى أوسين أو يوان مشكلة كذلك".
ودائما ما أكد بولت /25 عاما/ وبليك /22 عاما/ وجود علاقة صداقة وطيدة بينهما. أولهما ، بطل الأولمبياد ثلاث مرات وبطل العالم وصاحب الرقم القياسي لسباقي 100 و200 متر ، يعد هو المعلم الروحي للثاني. بيد أن ثمة أمر قد تغير في 2011 .
أصبح بليك في دايجو بطل العالم الجديد لسباق 100 متر ، رغم أنه استفاد من استبعاد بولت بسبب انطلاقة خاطئة. لكنه بعد قليل من ذلك ، وجه إشارة تحذير جادة هذه المرة في بروكسل ، حيث قطع سباق 200 المفضل لدى صديقه في 26ر19 ثانية ، أي ثاني أفضل زمن للسباق الذي لا يتفوق عليه سوى الرقم العالمي البالغ 19ر19 ثانية.
حينها قال بولت الذي يسعى في لندن 2012 إلى التحول إلى "أسطورة" بالحفاظ على ذهبياته في سباقات 100 و200 و4×100: "أعتقد أن النصائح قد انتهت". فمنافسه الأكبر سيكون هو "زميل العمل" بليك ، الذي أطلق عليه بولت نفسه لقب "الوحش" بالنظر إلى معدله في التدريبات ، حيث يحذر "إنني أعمل ضعف ما يعمله غيري".
ويجب على ميلز أن يدير عملية التعايش. وربما أن يحفز المنافسة بينهما أيضا. عندما حطم بولت الرقم العالمي للمرة الأولى قبل نحو أربعة أعوام في نيويورك ، كشف المدرب أن العداء لم تكن له نفس فكرته حول العمل الشاق. بعدها بعام سجل في برلين الرقم القياسي الصامد إلى الآن (9.58 ثوان) بعد أن تناول يومها قطع دجاج (ناجيتس).
وتمكن المدرب في الوقت الحالي من أن يجعل نجمه يهتم بصورة أكبر بنظامه الغذائي ، رغم أن وجود بليك إلى جواره يوميا ربما ساعده في تلك المهمة. ويؤكد ميلز لصحيفة "تليجراف" البريطانية "إنني أحب كلا العدائين". لا تصدر عنه كلمة لمصلحة أي من العدائين ، أو كلمة خارج السياق.
أسلوبه مختلف. العداءان يتحدثان عن شخصية "أبوية"، لكن جلساته التدريبية مرهوبة الجانب. واعترف الهندوري رولاندو بالاسيوس في 2011 بعد أول عام له في "ريسرز تراك": "إنها (تدريبات ميلز) شاقة للغاية". وفي 2007 ألح عليه بولت لأشهر كي يدعه يخوض سباق 100 متر ، لكن ميلز لم يوافق إلا مقابل تحطيم الرقم الوطني لسباق 200 متر.
ويؤكد المدرب الذي لا تروقه على الإطلاق الطريقة الاستعراضية لعدائه الأشهر: "لا يهمني أن أكون في غرفة ما ولا يلاحظ أحد أنني هناك". وسريعا ما فهم ميلز في معهد مدرسة "كامبيرداون" الثانوية أنه لن يتألق أبدا في المضمار ، لذا بدأ في سن الرابعة عشرة التعاون مع مدرب المدرسة. وعندما تخرج ، ظل هناك كأحد أفراد الجهاز الفني.
اشتهر المعهد بأنه "مصنع العدو". عشرات من عدائيه كانوا يغذون الفريق الوطني ، لذا لم يكن تعاقد الاتحاد الجامايكي لألعاب القوى مع ميلز منتصف السبعينيات سوى خطوة منطقية. هناك أصبح هو كبير مدربي المنتخب الوطني ، حتى رحل عن منصبه في 2009 بعد 22 عاما حقق فيها 71 لقبا في بطولات العالم و33 ميدالية أولمبية. يبدو أنها لن تكون الأخيرة.