القديس الشهيد بروكوبيوس
في مثل هذا اليوم 14 / أبيب من سنة 303 م إستشهد القديس بروكوبيوس .
ولد في أورشليم ولما توفي والده أخذت والدته ثاؤدوسية ابنها وذهبت إلى أنطاكية وقدمت هدايا فأخرة إلى الملك دقلديانوس وطلبت منه ان يقلد ولدها ولاية إحدى المدن فقبل هديتها و أجاب طلبتها وعين ولدها والياًلإحدى المدن وأوصاه بتعذيب المسيحيين وأعطاه أمرا بذلك فلما ابتعد قليلا عن أنطاكية سمع صوتا من العلاء يناديه باسمه ويذم فعله ويتهدده بالموت لأنه تجاسر وقبل أن يعمل ما يخالف أمر الله فقال له : " من أنت يا سيدي أسألك أن تريني ذاتك " فظهر له صليب من نور وسمع صوتا يقول له : " أنا يسوع ابن الله المصلوب بأورشليم " فخاف جدا وارتعب وعاد إلى بيت شان وعمل له صليبا من ذهب على مثال الصليب الذي ظهر له .
وحدث له وهو في طريقه إلى الإسكندرية أن هجم عليه بعض العرب لسلب ما ليديه . فتغلب عليهم بالصليب الذي معه وعندئذ قال لأمه : " الآن يجب عليك أن تقدم الضحية ليسوع المسيح الذي عضدني بقوة صليبه " فلما سمعت أمه هذا الكلام غضبت وأرسلت إلى دقلديانوس تعلمه بذلك . فأرسل إلى والي قيصرية فلسطين أن يتحقق هذا الأمر ويتولى تعذيبه . فلما استحضره الوالي واعترف بالمسيح ضربه ضربا موجعا حتى أشرف على الموت ثم زجه في السجن . فظهر له السيد المسيح محاطا بملائكته ثم حله من وثاقه وشفاه من جراحه . وفي الصباح سأل عنه الوالي فقيل له انهم وجدوه مفكوكا سليما . فاستحضره إلى بيت الأصنام حيث كان قاصدا إلى هناك ليصلي . فلما حضر القديس ورآه الجميع صحيحا تعجبوا كلهم ونادوا باسم المسيح قائلين : " نحن مسيحيون مؤمنون باله بروكوبيوس " وكان بينهم أميران واثنتا عشرة امرأة وثاؤدوسية أمه فضربت أعناقهم جميعا ونالوا إكليل الشهادة . وكان ذلك في اليوم السادس من شهر أبيب وأمر الوالي بإعادة القديس إلى السجن لينظر في أمره وبعد ثلاثة أيام استحضره وقال له : " أنا أبقيتك هذه المدة لترجع إلى عقلك وترحم ذاتك وتقدم الضحية للآلهة " فأجابه القديس : " ان السيد المسيح هو وحده الإله الحقيقي ، أما هذه التماثيل المصنوعة من الحجارة والأخشاب فليست آلهة وهي لا تضر ولا تنفع " فغضب الأمير وأمر أن يشق جنباه بالسيف فمد سياف اسمه ارشلاؤس يده بالسيف فيبست للحال وسقط ميتا فأمر الوالي بطعنه بالسكاكين ووضع الخل في مكان الطعنات . ثم سحبوه من رجليه إلى السجن فمكث فيه ثلاثة أيام والأمير حائر في أمر تعذيبه . ثم ألقاه في حفرة بها نار . فنجاه الرب ولم ينله أذى وأخيرا أمر الأمير بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة .
صلاته وشفاعته تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا . آمين