maha عضو فضى
عدد المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 04/12/2012 الموقع : قلب يسوع حبيبى
| موضوع: رد: سيرة حياة أنبا باخوم أب الشركة الخميس مايو 23, 2013 4:32 pm | |
| | |
|
ميرو المسئول عن المنتدى
عدد المساهمات : 720 تاريخ التسجيل : 03/07/2012
| موضوع: سيرة حياة أنبا باخوم أب الشركة الأربعاء مايو 22, 2013 3:19 pm | |
| سيرة حياة أنبا باخوم أب الشركة
نشأته ولد هذا الأب في طيبة ( الأقصر ) من والدين وثنيين أجبراه على عبادة الأصنام فهزأ بهذه العبادة [size=21]حيث حدث أن الصبي ذهب مرةً مع والديه إلى هيكلٍ للأصنام لكي يقدِّموا ذبيحةً لحيوانات مائية كانت تسكنها أرواحٌ شريرة، ولما رأت تلك المخلوقات هذا الصبي خافت وهربت. فصاح الكاهن الموكَّل على الذبيحة قائلاً: ”اِبعِدوا عدو الآلهة من هنا لكي يكفّوا عن غضبهم منّا، لأنهم بسببه لا يصعدون“! فوبّخه والداه قائلَيْن: ”لماذا تُغضِب الآلهة منك“؟ فتنهّد الصبي وهو ناظرٌ إلى فوق، وانطلق إلى البيت. وفي يومٍ آخر أحضروه معهم إلى الهيكل ليقدِّموا ذبيحةً. وبعد أن قدّموها أعطوه من الخمر الذي سكبوه للشياطين فتقيّأه بشدّة. فاغتمّ والداه لأنّ آلهتهما كانت معاديةً له. وقيل إنّ والديه أرسلاه مرةً ومعه مرجل به لحم ظبي إلى عمّال في مكان ما. وفي الطريق جمع إبليس حشدًا من الشياطين حوله في هيئة كلابٍ يتحفزون لقتله، فرفع عينيه إلى السماء وبكى، فتفرّقوا في الحال. ثم اتخذ إبليس شكل رجل عجوز وقال له: ”إذا كنتَ هكذا منـزعجًا في الطريق فذلك لأنك غير مطيع لوالديك“. فنفخ الصبي في وجهه فاختفى في الحال. ولما وصل إلى المكان الذي أُرسِل إليه سَلَّم مرجل اللحم إلى العمال، وكان لا بدّ أن يبيت هناك، وكان لصاحب المكان ابنتان رائعتا الجمال، فأمسكت إحداهما به قائلةً: ”اِضطجع معي“. ولكنه ارتعب من هذا الأمر لأنه كان يعتبره نجاسةً وخطيةً بشعةً أمام الله والناس. فقال لها: ”أنا لا أقترف هذا العمل النجس. هل لي عينا كلب حتى أضطجع معك “؟ وهكذا أنقذه الله من يديها، ثم هرب راكضًا إلى بيته. باخوميوس يصبح مسيحيًا: أمر الإمبراطور قسطنطين بحشد عدد كبير للجندية لمحاربة أحد الملوك المتمردين، وأُخِذَ باخوميوس معهم وكان في سنّ العشرين تقريبًا، وركبوا سفينةً في النهر. ثم أرسى العساكر الموكَّلون بهم عند ميناء طيبة (القريب من إسنا)، وهناك وضعوهم في حبس لكي لا يهرب أحد. ولما سمع بهم بعض المسيحيين الرحومين آخر النهار، أحضروا لهم طعامًا وشرابًا واحتياجاتهم الأخرى، فتساءل باخوميوس: ”لماذا يصنعون معنا هذه المحبة العظيمة وهم لا يعرفوننا“؟ فقيل له إنهم مسيحيون، وهم دائمًا يصنعون الرحمة حتى للغرباء لأجل إله السماء. ولما تقصّى عن إيمانهم علم أنهم يؤمنون بالمسيح ابن الله ويصنعون صلاحًا لكل أحدٍ، واضعين رجاءهم في ذاك الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيها. فلما سمع ذلك عملت النعمة في قلبه والتهب قلبه بالفرح وبمخافة الله، ووضع في قلبه أنه إذا تخلص من تلك الضغطة يصير مسيحيًا. ثم انفرد في حبسه وصلّى قائلاً: ”يا الله خالق السماء والأرض، إذا نظرتَ إلى مذلّتي وخلّصتني من هذه الضيقة سأخدمك حسب مشيئتك كل أيام حياتي وأحب كل الناس وأخدمهم حسب وصيتك“. وقد تضايق من رفقائه كثيرًا في الطريق بسبب مسرّاتهم الدنيوية وانحرافاتهم، وكانوا يطلبون منه أن يشاركهم فيها، ولكنه كان يبتعد عنهم إذ كان قد أحب الطهارة منذ طفولته. ولما هزم قسطنطين أعداءه أمر بتسريح الشبان، فذهب باخوميوس إلى قرية "شنيست" (أو "كينوبوسكيون") حيث بدأ يوفي نذره وصار موعوظًا في كنيستها وتعمّد في خميس الفصح المجيد، وفي الليلة التي أُهِّل فيها للأسرار المقدسة رأى في حلمٍ أنّ ندى السماء نازلٌ عليه وتجمّع في يده اليمنى وتحول إلى قرص عسل وبدأ يقطر على الأرض كلها (لعلها نبوة عن انتشار نظامه الرهباني في العالم كله)، وسمع مَنْ يقول له: ”تأمل فيما يحدث لأنه سيتحقق بعد زمان“ وقيل عنه: إنه خدم أهل قرية "شنيست" عندما مات الكثير منهم بسبب الوبأ، وبعد أن قضى ثلاث سنوات في ذلك المكان ووجد أنّ كثيرين يحتشدون حوله حتى صاروا ثقلاً كبيرًا عليه، لأنهم ما كانوا يسمحون له بلحظة هدوء، ولأنّ قلبه كان ملتهبًا بمحبة الله؛ حينئذٍ التمس أن يسلِّم نفسه لحياة النسك الهادئة.ثم شعر بالميل إلى الرهبنة، ثم قال لنفسه: ”إنّ خدمة المرضى في القرى ليست من عمل الراهب، ومن اليوم لن أقوم بها لئلاّ يتشبه بي أحد (من الرهبان) ويعثر بسبـبي“.رهبنته وبينما كان يفكر في الابتعاد عن ذلك المكان لهذا الغرض، أخبره القسيس الذي عمّده بوجود شيخ ناسك عتيق الأيام اسمه "بلامون" يعيش بالقرب من تلك القرية، وقد صار قدوةً وأبًا لكثيرين. ففي الحال ترك موضعه لشيخ بتول لكي يهتم باحتياجات المساكين، ثم ذهب إلى الشيخ القديس بلامون . ولما قرع باب قلاية الشيخ تطلّع إليه من الكوّة قائلاً: ”مَنْ أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد“؟ فأجابه قائلاً: ”يا أبي، أريد أن تسمح لي أن أكون راهبًا معكم“. فقال له الأب: ”يا بُنيَّ، هذا الأمر الذي تطلبه ليس بهذه البساطة، فالرهبنة ليست مطلقة للكل ولا يأتي إليها الإنسان كيفما اتفق، وكثيرون جاءوا يطلبونها وهم يجهلون أتعابها، ولما لم يتحمّلوها ويصبروا عليها ارتدّوا خائبين، مع أنّ الكتاب المقدس يوصينا في مواضع عديدة أن نفعل ذلك ناصحًا إيانا أن نتعب في أصوامٍ وأسهار وصلواتٍ متواترةٍ لكي نخلص. فاذهب إلى مسكنك وتمسّك بما عندك وأنت ستكون مكرَّمًا من الله، أو جرِّب نفسك من كل ناحيةٍ لترى مقدار ثباتك ثم عُدْ إلينا، وحينئذٍ سنكون مستعدين - بقدر ما يسمح لنا ضعفنا - أن نتعب معك حتى تحصل على معرفة ذاتك، ونُظهِر لك قدر الحياة الرهبانية“. فأجابه باخوميوس: ”يا أبي، لا تردّني ولا تصدّ اشتياقي، بل اقبلني وأطل روحك عليَّ وجرِّبني، وبعد ذلك افعل ما بدا لك“. فقال له الشيخ: ”جرِّب نفسك أنت أولاً يا بُنيَّ ثم تعالَ، لأنّ نسك الرهبنة فيه ضيق وخشونة وتقشُّف كثير، لأنّ تدبيرها - حسبما تعلّمنا من الذين سبقونا- هو هكذا: نحن دائمًا نقضي نصف الليل، وكثيرًا ما نقضي من المساء حتى الصباح، ساهرين في الصلاة وتلاوة كلام الله، كما أننا نعمل بأيدينا في الخيوط أو السعف أو الشعر أو ليف النخل لئلاّ يغلبنا النعاس، ولأجل قوام أجسادنا أيضًا، وكل ما هو أكثر من احتياجنا نعطيه للمساكين تبعًا لكلام الرسول: »أن نذكر الفقراء« (غل2: 10). أمّا الزيت وشرب الخمر والأطعمة المطبوخة فهي أشياء غير معروفة لدينا. إننا دائمًا نصوم حتى المساء في فصل الصيف، وفي الشتاء نصوم يومين أو ثلاثة ونفطر على خبز وملح فقط. أمّا عن الصلوات فهي ستون صلاة في النهار وخمسون بالليل، والصلوات السهمية لا نحصيها. ونحن نفعل ذلك حتى لا نكون مقصِّرين حيث إننا قد أُوصينا أن نصلِّي بلا انقطاع (1تس5: 17)، كما أنه مكتوبٌ: »أَعَلى أحد بينكم مشقّات فليصلِّ« (يع5: 13)، كذلك فقد أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: »اسهروا وصلُّوا لئلاّ تدخلوا في تجربة« (مت26: 41). فالصلاة هي حقًا أُمّ جميع الفضائل. هذا هو ناموس الحياة الرهبانية، فاذهب الآن وامتحن نفسك من كل جهةٍ، فإن استطعتَ أن تفعل ما أعلمتك به ولا ترتدّ عنه فسنفرح معك“. فلما سمع باخوميوس كلام أنبا بلامون ورأى أنه أجاب باتضاع قال له: ”لقد جرّبتُ نفسي في كل شيء لعدّة أيام قبل مجيئي إلى محبتك، وبصلواتكم أستطيع أن أصبر على كل ما قلتَه لي“. حينئذٍ نزل القديس وفتح له الباب وقبّله وقال له: ”لا تظن يا بُنيَّ أنّ كل ما قلتُه لك بخصوص النسك والصلاة والأسهار هو من قبيل المجد البشري الباطل، كما لا تظن أننا نخدع الناس أو نُخيفهم، فنحن نعلِّمك كيف تعمل لأجل خلاصك فحسب حتى لا تكون لك حجّة علينا، لأنه مكتوبٌ: »كل ما أُظهِر فهو نور« (أف5: 13). كما أنك بالقسوة على ذاتك تدخل ملكوت السموات، فقد حملنا على عاتقنا صليب مسيحنا، ليس العود الخشبي، بل شقاء الجسم وقمع شهواته وإماتة أهوائنا. ونحن نبعد عنا الملل بذكر الموت، وبالاتضاع نواجه كل تعظُّم وارتفاع ونحرس أفكارنا من الهواجس الرديئة، وبذلك نقدِّم حياتنا ذبيحةً مرضيةً لله، لأننا تأكّدنا أنّ المواهب الروحية توزَّع على قدر الأتعاب الجسدية ذاكرين قول الرب: »ملكوت السموات يُغصَب والغاصبون يختطفونه« (مت11: 12)، وأنه »بضيقاتٍ كثيرةٍ ينبغي أن ندخل ملكوت الله« (أع14: 22)“. فتأيّد باخوميوس بالروح وتشجّع بالأكثر على تحمُّل الأتعاب وقال له: ”ثقتي بالمسيح إلهنا وصلواتكم أنني أتقوّى على كل ذلك وأصبر معك حتى إلى الموت، وأنّ قلبك سيستريح من جهتي“. فقال الشيخ: ”حسنٌ جدًا“. وفتح له في الحال وقبّله بفرح، وأسكنه معه عدّة أيام لكي يمتحنه بالصلوات والأسهار والأصوام. وبعد ثلاثة شهور كاملة رأى صبره وشجاعته وعزيمته الثابتة، فأخذ زيًّا رهبانيًا ووضعه أمام المذبح، وقضيا الليل كله يصلّيان عليه، وعند شقّ الفجر باكرًا ألبسه إياه، وكان عمره حينئذٍ نحو ثلاث وعشرين سنة.وأتقن أمور الرهبنة جيدا وبعد ذلك ظهر له ملاك الرب وأمره أن يؤسس شركة رهبانية مقدسة فاجتمع عنده عدد وفير من الرهبان فشيد لهم جملة أديرة وجعلهم تحت نظام واحد في شغل اليد وأوقات الطعام والصلوات وكان هو أبا عليهم جميعا وجعل لكل دير رئيسا وكان يمر عليهم جميعا من أقصي أسوان وأدفو ودوناسة وإلى آخر الصعيد من الجهة البحرية ولم يكن يسمح لأحد من أولاده أن يصير قسا حتى لا يتزاحموا على الكهنوت وتضيع الغاية المقصودة من العبادة والبعد عن العالم وكان يدعو لكل دير كاهنا علمانيا يقدس به ولما أراد البابا أثناسيوس أن يرسمه قسا هرب منه . فقال لأولاده : قولوا لأبيكم الذي بني بيته على الصخرة التي لا تتزعزع وهرب من المجد الباطل " طوباك وطوبي لأولادك " . وقد اشتهي مرة أن يري الجحيم فرأى في رؤيا الليل منازل الخطاة ومواضع العذاب . وأقام رئيسا على الشركة أربعين سنة . ولما دنا وقت نياحته ثبتهم وعين لهم من يتولي تدبيرهم من بعده وتنيح الأب القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة الروحانية . بسلام في مثل هذا اليوم 14 بشنس الموافق 22 مايو من سنة 64 ش (348م ) صلاتهوشفاعته تكون معنا . آمين[/size] | |
|