[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
حذر الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين من زيارة بابا الفاتيكان، أمس، إلى لبنان، للتوقيع على وثيقة «الإرشاد الرسولى»، التى تحمل أفكاراً خطيرة، من بينها: الدعوة إلى تنصير العالم، والتحذير من أسلمة المجتمع الإسلامى، وتخويف المسيحيين من الإسلام السياسى فى المنطقة، مما يساعد على إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط، فى ظل أزمة الفيلم المسىء للرسول، صلى الله عليه وسلم. وأضاف الاتحاد، فى بيان له أمس الأول، أنه حاول فى الماضى الحوار مع الفاتيكان، إلا أن الحوار كان من طرف واحد، وطالب بابا الفاتيكان بألا يوقع على وثيقة «الإرشاد الرسولى» وبالاعتذار للمسلمين عمّا وقع من مجازر وقتل وحرق وتهجير للمسلمين على أيدى الصليبيين فى الأندلس والشام، خلال الحروب الصليبية، أسوة باعتذاره لليهود عمّا فُعل بهم على أيدى المسيحيين. فى المقابل، رفضت الكنيسة الكاثوليكية اتهامات الاتحاد، حول زيارة بابا الفاتيكان للبنان، ووثيقة «الإرشاد الرسولى» التى قال إنها تحمل دعوة إلى تنصير العالم، وتحذيرات من أسلمة المجتمع الإسلامى. وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، فى تصريحات لـ«الوطن»: «الوثيقة لم تحمل مطلقاً كلمة التنصير، ولم تدعُ إليه، وإنما تطالب المسيحيين بالبقاء فى الشرق الأوسط، والتعاون مع شركاء الوطن الواحد، وتحثهم على أداء واجباتهم للنهوض بمجتمعاتهم، كما تنص على أهمية الحوار الدينى بين أتباع الأديان المختلفة، والحوار بين المسيحيين بعضهم البعض، وتحمل توصيات مسيحية للعلمانيين والعائلة المسيحية، منها عدم الاندفاع وراء الإباحية، واتخاذ أفكار مسبقة نحو المسلمين، إضافة إلى بنود عن الصلاة والتعاليم المسيحية». وأضاف جريش أنها تنص على رسالة المحبة التى تحملها المسيحية تجاه الفقراء والمرضى والمهمشين أينما كانوا وأهمية مشاركة المسيحيين فى الأعمال العامة والاجتماعية لتنمية بلادهم، مؤكداً عدم صحة أن الأقباط يدعون إلى التنصير عبر تلك الأعمال الخيرية، لجذب الفقراء والمهمشين للدخول فى المسيحية بتوزيع «السكر والزيت» عليهم، ففى مصر 170 مدرسة كاثوليكية، يرجع تاريخ بعضها إلى 200 سنة، وبها فصول غالبية طلابها مسلمون، ولم يحدث أن تكلم أحد عن أن تلك المدارس تبشر بالمسيحية، أو تعمل على تنصير الطلاب. وحول مطالبة الاتحاد لبابا الفاتيكان بالاعتذار للمسلمين عن مذابح الحروب الصليبية، تابع جريش: «البابا الراحل يوحنا الثانى اعتذر عن تلك المذابح فى وثيقة (تطهير الذاكرة)، واختيار بابا الفاتيكان الحالى دولة لبنان لإعلان وثيقة الإرشاد الرسولى يرجع إلى عدم وجود قلاقل سياسية بها، كما أنها تحوى تركيبة دينية متنوعة، عكس مصر وباقى دول المنطقة». وحصلت «الوطن» على نسخة من وثيقة «الإرشاد الرسولى»، التى صدرت استناداً لنتائج اجتماع مجمع الأساقفة الكاثوليك، بشأن الشرق الأوسط عام 2010، الذى عُقد إثر الأوضاع التى تمر بها المسيحية فى المنطقة، وكان من المقرر أن يوقع عليها بابا الفاتيكان مساء أمس، خلال زيارته إلى لبنان، بعد مثول الجريدة للطبع. وتقع الوثيقة فى 150 صفحة، وتضم 3 فصول رئيسية، وتنص على رفض هجرة الأقباط، والتمسك بالأرض، والسعى إلى استرجاع المفقود منها، والمؤمم، وتوحيد أعياد المسيحيين، وتدعيم الحوار المسيحى مع المسلمين واليهود، وعدم معاداتهم، أو معاداة السامية، والاهتمام بالفقراء والمرضى والمهمشين من أبناء الديانات الأخرى، والعمل على ترجمة الكهنوت إلى اللغة العربية، ليفهمه أبناء المنطقة، وترجمة تعاليم المسيحية إلى اللغات التركية والفارسية لمخاطبة مسيحيى تركيا وإيران، والمطالبة بتطبيق توصيات الأمم المتحدة تجاه الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية، وعودة اللاجئين، والأراضى المقدسة، وإنشاء لجنة تضم ممثلين عن دوائر الكرسى الرسولى، والنواب الرسوليين فى الشرق الأوسط، لدراسة أوضاع المسيحيين الكاثوليك فى بلدان الخليج، وإنشاء كنائس لهم هناك، لتعزيز العمل الراعوى
.
الجمعة أغسطس 15, 2014 3:26 pm من طرف 
