ميرو المسئول عن المنتدى
عدد المساهمات : 720 تاريخ التسجيل : 03/07/2012
| موضوع: موسوعة المصطلحات اللاهوتية والكنسية (4) الخميس يوليو 05, 2012 11:20 pm | |
|
4 - المعمودية βάπτισμα
(أ) كلمة معمودية (βάπτισμα ) لم ترد كثيراً في رسائل القديس بولس الرسول ، فقد وردت حوالي ثلاثة مرات ، ولكنه يستعمل أكثر منها كلمة ( βαπτίζειν) وهي صيغة التكثير من كلمة يغطس في الماء (βάπτειν ) تُفيد : " غُطس عدة مرات " وهذا المعنى بالطبع هو هو نفس المعنى سواء في معمودية يوحنا أو في معمودية المسيح رب المجد ، أو في الطقس الكنسي وهي ثلاثة مرات .
وكلمة يغطس (βάπτειν ) وردت كثيراً في العهد القديم ، بعكس كلمة " يُعمد " بمعنى " غطَّس كثيراً " التي لم تَرِد في كل العهد القديم سواء مرتين فقط
+ " فنزل وغّطَسَ سبع مرات (βαπτίζειν) في الأردن " (2مل5: 14) + " تاه قلبي وفي الخطية غَطِسْتُ مرات (βαπτίζειν) ، وغَشِيَتْ الرعبه نفسي " (إش21: 4 حسب الترجمة السبعينية )
* " المعمودية " وردت في رسائل القديس بولس الرسول – كما سبق وقلنا – ثلاثة مرات : اثنان منها وردت بمعنى الدفن السري ، والثالثة بمعنى وحدة الكنيسة (1) " فدفنا معه بالمعمودية للموت ... " (رو6: 4 ) (2) " مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقِمْتُم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات " (كو2: 12) (3) "رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة " (أف4: 5 )
أما كلمة " يعمَّد " ( βαπτίζειν) فقد وردت في رسائل القديس بولس 13 مرة : وهي يا أما تأتي بصيغة يعمَّد في المسيح أو يُعمَّد في موت المسيح أو يُعمَّد في جسد واحد أو يعمد في اسم وبحسب القديس بولس الرسول وشرحه المتقن ، يكون التعميد إما في المسيح أو في موته أو في جسده أو اسم المسيح
(ب) الأصل أو الأساس في المعمودية هو صليب ربنا يسوع المسيح . فموت المسيح على الصليب هو في تعبير المسيح السري " صبغة المسيح βάπτισμα " أي معموديته ، كما جاءت في إنجيل القديس مرقس الرسول وإنجيل القديس لوقا الرسول " فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان ، أتستطيعا أن تشربا الكأس التي اشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة (βάπτισμα) التي اصطبغ (βαπτίζομαι) بها أنا " ( مر10: 38 ) " لي صبغة (βάπτισμα) اصطبغها وكيف أنحصر حتى نُكمَل " (لو12: 50)
(جـ) قد عبرت الكنيسة عن هذا السرّ بعدة مصطلحات هامة للغاية
1- حميم مقدس : وهو يرمز إلى التطهير الداخلي بالروح القدس . ويقول القديس غريغوريوس الثيئولوغس (النزينزي) [ نعمة المعمودية تنقي الإنسان من خطيئته، وتغسله بالكامل من الأوساخ والأقذار اللاحقة به من الرذيلة ... وهي من حيث أنها نجدة للولادة الأولى تجعلنا جدداً من عتق ، وإلهيين بدلاً مما نحن عليه ] (كتاب الروح القدس للقمص تادرس يعقوب صفحة 56 )
2- الاستنارة : وهو يرمز إلى انفتاح الوعي الروحي على الحق الإلهي في المسيح النور الحقيقي ، بعد العمى الروحي في ظلمة العالم . ويقول القديس يوستين الشهيد [ يُسمى هذا الاغتسال – أي المعمودية – استنارة ، لأن الذين يتعلمون هذه الأمور تستنير أفهامهم ] ويقول القديس أكليمنضس السكندري [ إذ نعتمد نستنير ، وإذ نستنير نُتبنى (الله يتبنانا) ، وإذ نُتبنى نَكمُل ... يُدعى هذا الفعل بأسماء كثيرة أعني نعمة واستنارة وكمالاً وحميماً ... فهو استنارة إذ به نرى النور القدوس الخلاصي ، أعني أننا به نشخُص إلى الله بوضوح ] ( أنظر الروح القدس للقمص تادرس يعقوب صفحة 82و83 )
3- الدفن السري : وهو يرمز إلى الموت للإنسان العتيق والإتحاد بموت الرب .
4- القيامة السرية : وهي ترمز إلى تجديد الخليقة والحياة الجديدة " أم تجهلون أننا كل مَنْ إعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته ، فدفنا معهُ بالمعمودية للموت ، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة ، لأنه إن كنا صرنا متحدين معه بشبه موته ، نصير أيضاً بقيامته ، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ، ليُبطلّ جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية ، لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية " ( رو6: 3-7 ) باختصار المعمودية غسل للخطايا ، ختان روحي ، ولادة جديدة من الله ، خلع العتيق بكل أعماله ولبس المسيح ، هي سرّ العضوية في الكنيسة كاهل بيت الله وأبنائه ، وهي سرّ الاستنارة الروحية | |
|