■■ كتبت قبل ثلاثة أيام مقالي بعنوان : هل تنسحب الكويت من دورة لندن .. أم تقبل بالهوان الاولمبي ؟ عارضا المحنة والموقف الصعب الذي كانت تمر به الرياضة الكويتية في امكانية الانسحاب او الموافقة الاضطرارية علي المشاركة تحت العلم الاولمبي في اولمبياد لندن بسبب إيقاف اللجنة الاولمبية الدولية والعديد من الاتحادات الدولية ، للجنة الاولمبية الكويتيتة نظرا لمخالفة القوانيين الرياضية المحلية في الكويت للقوانيين الدولية ,والميثاق الاولمبي .. والواقع الذي كان يشغلني كعربي محب للكويت ولكل قطر عربي شقيق هو هذه الظروف المحرجة والتي كانت ستعرض الكويت لمواقف لا يقبلها أي كويتي او أي عربي في تعامل اللجنة الاولمبية مع البعثة الكويتية وكأنها ممثلة لدولة محتلة او غير كاملة الاستقلال .. والحمد لله ان الامر شهد تدخلا عاجلا لصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي بادر بإرسال رسالة عاجلة لرئيس اللجنة الاولمبية الدولية والذي وافق على الفور على رفع الحظر عن الرياضة الكويتية ، لتشارك الكويت في لندن بحقوق كاملة تحت علمها الوطني ونشيدها القومي .
■■ وأنا أهنيء الكويت أميراً وحكومة وشعباً ورياضيين على هذه الخطوة التي أعادت للرياضة والرياضيين الكويتيين كبريائهم وإعتزازهم وهيبتهم ، بعد معاناة ومنغصات عاشتها الرياضة الكويتية بالفعل في عدة دورات عالمية وقارية وعربية ، وكان من التقصير على كبار المسؤولين في الرياضة الكويتية عدم تصعيد هذا الأمر للقيادة العليا في الدولة بإعتباره قضية كبرياء وكرامة دولة .. وأعتقد أن تعهدات سمو أمير الكويت للجنة الاولمبية الدولية ستترجم عما قريب في شكل قوانيين تتوافق والمنظومة الرياضية العالمية والاولمبية بما يجعل الكويت في مأمن من هذه الفصول السخيفة مرة أخرى .
■■ وبهذه المناسبة ، ندائي كعربي غيور على دولة عربية شقيقة ، لكافة القوي الوطنية في الكويت على المستوى السياسي والرياضي بوقفة من أجل بلدكم الناهض والكبير بإسمه وكيانه .. لقد كانت الكويت مضرب الأمثال ورائدة بحق خليجيا ، بل وعربيا في الديمقراطية والحياة الدستورية والنيابية والحريات العامة وحرية الصحافة ، وأدى هذا لنهضة ورقي بلدكم وتقدمها ، في مجالات عديدة ومنها الرياضة ، فلا تجعلوا الوجه الآخر " السلبي " للديمقراطية ، يسيء لكم و"يشرذم" صفوفكم ، فيكون العناد والاصطفاف والتعقيدات الدستورية ، جانباً معطلاَ للحياة السياسية والتشريعات ، بما يجعلها أحيانا تصل إلى حالة الشلل .. وأعتقد ان الرياضة الكويتية تحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى ، إلى تراص وإلتحام بين كافة القوي الوطنية لإستعادة قيمة وهيبة وأمجاد الرياضة الكويتية ، ومضاعفة الميزانيات والاستثمارات من أجل بعث البنية الأساسية التي تستحقها الرياضة الكويتية ، والإنفاق السخي الذي تتطلبه إدارة وتطوير الرياضة والرياضيين وإدخال الإحتراف في العديد من الالعاب ، حتى يتم إعداد الأبطال والنجوم وحتى تستعيد كرة القدم الكويتية قيمتها الكبيرة ودوريها اللائق بها بين شقيقاتها في الخليج والوطن العربي .