مظاهرات ضد الإخوان
كتب- محمود صبري جابر:
الأحد , 07 أبريل 2013 10:59
تحت عنوان "مصر انقلبت على الإخوان"، كتب اليوم المحلل الإسرائيلي "عودة
بشارات" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" العبرية أن الشعب المصري بكل طوائفه لم
ينجح في كشف الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين بمصر فحسب إنما انقلب
عليهم.
واستهل الكاتب مقاله بكلمة قالها الشاعر أحمد فؤاد نجم جاء فيها: "أنا
متأكد أن الله كان سعيداً جداً عندما خلق مصر"، واصفاً نجم بالشاعر الهزيل
الذي لديه قدرة على إسقاط أسوار عالية.
وأضاف "بشارات": ليس الله فقط الذي سعد لخلق مصر، إنما دعاة التقدمية في
العالم سعداء لأن الشعب المصري لم ينجح في كشف الوجه الحقيقي للإخوان
المسلمين في مصر، إنما انقلب عليهم، مشيراً إلى أن الرئيس "محمد مرسي"، رجل
الإخوان المسلمين، الذي خلع أمام الجماهير بميدان التحرير السترة الواقية
غداة انتخابه، هرب بعد ستة أشهر فقط من قصر الرئاسة عندما حاصرته الجماهير
احتجاجاً على اللوائح الديكتاتورية التي أصدرها قبل أيام من ذلك.
وأردف بأنه في أعقاب هجوم ميليشيات "الإخوان المسلمين" بالسلاح على
المتظاهرين أمام القصر الرئاسي حدث هجوم غير مسبوق على مقرات الإخوان في
سائر أنحاء مصر، وحاصر المتظاهرون منزل الرئيس على مدار الـ 24 ساعة،
مشيراً إلى أنه بينما يستغرق الأمر مع شعوب أخرى سنوات طويلة تحتاج مصر
أشهر معدودة فقط للوقوف على الطابع الانتهازي والديكتاتوري لتلك
الحركة.
وأضاف "بشارات" أن مصر أفرزت مؤخراً أهم ظاهرة شهدتها العقود الأخيرة
تتمثل في أن شعباً متمسكاً بالتقاليد يثور على استغلال الدين بشكل هزلي
وجيش يرفض الانصياع لأوامر الرئيس بشأن فرض حظر تجول، ومنظومة قضاء تواصل
التقاليد المشرفة التي لطالما اتبعتها منذ أيام "مبارك" وألغت الانتخابات
المفصلة على مقاس الإخوان وكذلك ألغت التعيين غير القانوني للنائب العام،
ناهيك عن تمرد الشرطة ضد المحاولات الفاشلة "لأخونة الشرطة"، مؤكداً أن كل
تلك الأحداث تأتي على خلفية طوفان النقد الموجه ضد الإخوان من قبل الصحفيين
والمفكرين وخبراء القانون والفنانين مثل باسم يوسف.
وتابع "بشارات": "حتى الأزهر، تلك المؤسسة الأعلى في العالم الإسلامي
والتي تتسم بالتوجه الوسطي المعتدل للإسلام، ثار على الإخوان برفضه
الموافقة على مشروع الصكوك الإسلامية التي رآها الكثيرون بمصر بيعاً علنياً
للممتلكات المصرية".
وأضاف بأنه إذا لم يكن ذلك القدر كافياً، فإنه حتى التيار السلفي بات يكيل النقد للإخوان المسلمين.
وخلص الكاتب إلى أن كل يوم يمر على مصر هو سنة ضوئية لتطور الوعي الشعبي،
مشيراً إلى أنه في خضم تلك المعركة غير المفهومة من حيث سرعتها وعمقها،
يواصل من يواصل الزعم بأن العالم العربي "يهتز" ويجب الاحتماء منه، فليهتز
العالم! هذه الهزة المباركة التي تفصل بين الغث والسمين حتى تتجه أنظار
المستنيرين في العالم أجمع للقاهرة لكي يرون أصابع أولئك الذين يعيدون
اللون الجميل لمصر المحروسة.