بعد نجاح الثنائي الآسيوي منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية في الوصول إلى دور قبل النهائي من منافسات أولمبياد لندن 2012 ، أثبتت خطة صناعة المواهب الكروية من بطولات المدارس الثانوية والجامعات نجاحها والتي تتلقى الرعاية والإهتمام من كلتا الدولتين منذ التسعينيات من القرن الماضي .
وتعتبر الكرة اليابانية من الكرات التي تعتمد كثيراً على ما تفرزه بطولات المدارس الثانوية والجامعات حيث تمتلك اليابان دوري للمدارس الثانوية وايضا بطولة آخرى للمدارس الثانوية وتسمى بكأس اليابان للمدارس الثانوية والتي تأسست بعام 1917 إلا أنها كانت تعاني من ضعف شديد في التمويل والرعاية قبل أن تتلقى الرعاية والإهتمام من قبل الإتحاد الياباني لكرة القدم في بداية التسعينيات لتتمكن هذه البطولات من صناعة لاعبين قادرين على تمثيل منتخباتهم الوطنية وايضا قادرين على الإحتراف بقارة أوروبا كما حدث للجناح الشاب ريو ميايتشي ( 19 عاماً ) والذي أنتقل في يناير 2011 من فريق مدرسة تشوكيوداي تشيوكو الثانوية إلى فريق أرسنال الأنجليزي .
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان الإتحاد الياباني لكرة القدم يعتمد على خطته الشهيرة السابقة وهي إرسال اللاعبين الصغار تحت سن العاشرة إلى أكبر الأكاديميات في البرازيل من أجل تطوير اللاعبين لتنجح هذه الخطة في تأسيس جيل قوي للكرة اليابانية كالمهاجم الأسطوري كازويوتشي ميورا ( 45 عاماً ) ولاعبا الوسط ماسامي إيهارا ( 44 عاماً ) وهيروشي نانامي ( 39 عاماً ) والمدافع تاكويا تاكاجي ( 44 عاماً ) والذين ساهموا بشكل كبير في فوز منتخبهم لأول مرة بكأس أمم آسيا 1992 في اليابان .
ولكن الذي لا يعرفه الجميع هو أن الإتحاد الياباني لكرة القدم أضطر على إلغاء خطة إرسال اللاعبين إلى الأكاديميات البرازيلية بسبب فشلها وعدم تحقيقها الهدف المنشود حيث لم يتمكن جيل الأكاديميات البرازيلية من التأهل إلى نهائيات كأس العالم وتحديداً بعد النكسة التاريخية في العاصمة القطرية الدوحة بعام 1993 عندما سقط جيل كازويوتشي ميورا في فخ التعادل أمام منتخب العراق بنتيجة 2-2 باستاد الأهلي بقطر ليفشل اليابانيين في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1994 بأميركا وايضا ليطلق اليابانيين على تلك الذكرى بمأساة الدوحة .
بعد أن تم الإعتماد على بطولات المدارس الثانوية والجامعات تمكنت تلك البطولات من انجاب المواهب الكروية الجديدة التي حققت الكثير للكرة اليابانية كلاعب الوسط الشهير هيديتوشي ناكاتا ( 35 عاماً ) والذي تخرج من دوري المدارس الثانوية باليابان حيث كان أحد نجوم نسخة 1994 من كأس اليابان للمدارس الثانوية عندما ساهم بشكل كبير في وصول فريق مدرسته وهي مدرسة نيراساكي الثانوية لدور الثاني من البطولة ليتم أختياره من قبل اللجنة المنظمة للبطولة في قائمة أفضل 15 لاعباً بالبطولة بجانب حارس المرمى المخضرم يوشيكاتشو كاواجوتشي ( 36 عاماً ) والذي كان بطلاً لهذه النسخة مع فريق مدرسة شيميزو الثانوية .
وفي التشكيلة الحالية لمنتخب اليابان الأولمبي والذي وصل لدور قبل النهائي من منافسات أولمبياد لندن 2012 يمتلك اليابانيين هداف المنتخب المهاجم كينسوكي ناجاي ( 23 عاماً ) والذي كان أحد نجوم الدوري الياباني للجامعات في عام 2010 مع فريق جامعة فوكوكا قبل أن يخطفه فريق ناجويا جرامبوس الياباني في بداية العام الماضي 2011 .
أما عن منتخب كوريا الجنوبية الأولمبي والذي تأهل لأول مرة لدور قبل النهائي من منافسات لندن 2012 بعد فوزه على أصحاب الأرض منتخب بريطانيا فهو يمتلك في صفوفه بعض اللاعبين الذين تخرجوا من دوري الجامعات ومن أهمهم لاعب الوسط بايك سونج دونج ( 20 عاماً ) والذي ساعد فريق جامعة يونساي الكورية في الفوز بلقب دوري الجامعات في عام 2010 قبل أن يقرر السفر إلى اليابان بعد نهاية دراسته الجامعية في نهاية العام الماضي ليكون الآن محترفاً بصفوف فريق جوبيلو إيواتا الياباني .